آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-09:10م

كيف تتعرف على مشاركة المثقف الجنوبي في سياسة الإرهاب من خلال ما ينشره ؟!

الجمعة - 06 أبريل 2018 - الساعة 10:49 م
د. عبيد البري

بقلم: د. عبيد البري
- ارشيف الكاتب


 

 

 

أزعم أن الأمر لا يحتاج إلى ذكاء ، فكل من يخوفك من القادم هو إرهابي !.. ومن السهل ملاحظة أن لبعض المشاركين بإرهاب الشعب الجنوبي عبارات مشهورة تم اختيارها بعناية لإخافة الشعب من المستقبل ، ومن تلك العبارات - على سبيل المثال - الآتي:

(1) القول بأن "الصوملة في الجنوب قادمة" دون أن يبررون ذلك موضوعياً. كما أنه لا يوجد أي وجه للشبه بين الوضع في الجنوب والوضع الذي مرت به دولة الصومال.

(2) القول أن "الصراع بين الأطراف الجنوبية لا بد منه" دون تحديد من هي الأطراف الجنوبية التي تمثل الاحتلال وتتعارض مصالحها مع مصالح الشعب الجنوبي.

(3) القول أن "الجنوبيون لا يمكنهم أن يتصالحون مع بعضهم" ... وهي نفس العبارة التي كان عفاش يرددها كثيراً لإحباط الشعب الجنوبي من الاستمرار في النضال من أجل استعادة استقلال دولته المحتلة.

(4) القول أن "القوى الخارجية هي المتحكمة بمصير الشعب الجنوبي" . والغرض من هذا القول هو تثبيط العزائم والإستهزاء بإرادة الشعب الجنوبي التي يعبر عنها بطريقته الحرة والحضارية ، فضلاً عن تضحياته الكبيرة ، الأمر الذي جعل منه شعباً متميزاً عن بقية شعوب الشرق الأوسط ، على أقل تقدير.

(5) القول أنه "لا بد من مواجهة قادمة مع الوحدات الأمنية الجنوبية" معتبرين إياها مليشيات إماراتية أو مناطقية ، بينما الكل يعرف بأن المكونات البشرية للحزام الأمني والنخبتين الحضرمية والشبوانية هم رجال جنوبيين 100% ، وخاصة من المقاومة الجنوبية . والهدف من هذا هو الإيحاء بإزالة الغطاء الأمني عن الشعب الجنوبي ليسهل افتراسه.

(6) هناك من يقول أن "المُخرج يريد كذا" ، وهذه العبارة تعبر عن الواقع إلى حد كبير ، ويجب علينا فهمها بأن قوى الخارج تسعى إلى نشر الفوضى في أوساط المجتمع لإرهابه وبالتالي اخضاعه لمخططاتها ، لكن المقصود من قول ذلك من قبل جنوبيين ليس إلا محاولة للاستهانة بقدرة الشعب على إحداث تغيير في الواقع ، أو لإقناع المجتمع الجنوبي بأن الأمر أبعد من قدرته على مواجهة ما تنتجه مطابخ الخارج.

(7) وفضلاً عن الأمثلة أعلاه ، فإن الأشد خطراً على الثورة الشعبية الجنوبية هي الدعوة إلى خلط المواقف التحررية بالمواقف المكرسة للاحتلال الشمالي تحت شعارات حق يراد بها باطل ، مثل : "كلنا جنوبيون" و "الوطن للجميع" و "ممنوع تخوين أي وحدوي جنوبي" . وقد تم اختزال هذه الشعارات وغيرها ، ليصبح التعبير عنها في عبارة واحدة هي الدعوة إلى "الوقوف خلف الشرعية" ، بينما هي شرعية الأحزاب الشمالية فقط ، وبالتالي فتلك الدعوة تقود إلى الخوف من التراجع عن الأهداف التي ضحى من أجلها الشعب الجنوبي خلال السنين الماضية.

د. عبيد البري