آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-11:37م

ضياع الأدب الضائع في عدن.. مازن مسواط نموذجاً

الأحد - 23 أبريل 2017 - الساعة 02:25 م
نجيب محمد يابلي

بقلم: نجيب محمد يابلي
- ارشيف الكاتب


وقفت أمام كتاب (الأدب الضائع – بحث جامع في أحكام وآداب الاستئذان) لمؤلفه محمد بن أحمد بن إسماعيل بن المقدم.. قال الله تعالى: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً..." (سورة النحل - الآية 80)، وسمي (سكناً) لأنه محل الارتياح والسكينة والاطمئنان والاستقرار والأمان .. وقال الله عزوجل: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون" (سورة النور - الآية 27).. وروي أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: "ألج؟"، فقال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم.. أأدخل؟. وكان من سننه صلوات الله وسلامه عليه أنه إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر..

أصبح المسلم - إلا من رحم الله - غريباً على الإسلام، بل ومن الضالين.. وكانت الزميلة "عدن الغد" قد نشرت خبرا في عددها الصادر يوم الأربعاء 19/إبريل/2017 مفاده شكوى مواطن بأن شرطة دار سعد داهمت بيته واقتادته إلى السجن وبقي وراء القضبان مدة أربعة أيام..

وفي وقت سابق نشرت الزميلة "عدن الغد" يوم الأربعاء 29/مارس/2017م مناشدة للزميل عادل اليافعي المذيع في قناة "العربية" وردت في صفحته على "الفيس بوك" ووجهها إلى العزيزين اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، واللواء شلال علي شايع، مدير أمن عدن للتدخل بوقف اقتحام المنازل بالقوة.

تكررت هذه السلوكيات المرفوضة شكلاً ومضموناً وباتت تقلق وتؤرق المواطن في هذه المدينة الطيبة لأنها تشكل صدمة لأهالي البيوت وجيرانهم وأقاربهم، وما الفوضى الخلاقة الأمريكية الصنع إلا سلسلة صدمات توفر الأرضية لفرض الأمر الواقع الذي تريده قوى استخبارية دولية على شعوب معينة لأن الفوضى الخلاقة تستنزف البشر مادياً وذهنياً ونفسياً لتمرير ما تريده تلك القوى الاستخبارية الدولية كما هو حاصل في دول عربية أخرى مثل: العراق وسوريا وليبيا ومصر، إلا أن ذلك المخطط لا يستهدف علي عبدالله صالح في هذه البلاد بل على العكس أسندت إليه الدور الرئيسي لتنفيذ المخطط فيما أسندت إلى آخرين شمالا وجنوباً أدوارا فرعية ..

تعاطفت كثيراً مع ما حدث لأسرة راحل عزيز وهو الشخصية الوطنية والاجتماعية المعروفة علي سعيد مسواط عندما داهمت قوة من زوار الفجر السيئ الصيت هذا البيت الطيب فجر 23/مارس/2017م وأشاعوا الإرهاب في البيت الذي تسكنه أربع عائلات واعتقلوا مازن علي سعيد مسواط وضربوا شقيقه بأعقاب البنادق ولا تعلم الأسرة حتى ساعة إعداد هذا الموضوع فجر الأحد 23/ابريل/2017م الأمر الذي يتنافى مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان..

الفاجعة تكمن في أن هؤلاء الغرباء سواء عرباً أو جنوبيون أنهم لا يعرفون شيئاً عن جغرافية وتاريخ وثقافة وصحافة وأمجاد عدن ولا يعرفون شيئاً عن رموز هذه الأسرة ويتقدمها الراحل الكبير محمد سعيد مسواط الذي انتقل إلى جوار ربه يوم 28/ابريل/1962م ثم وفاة شقيقه علي سعيد مسواط يوم 12/يونيو/2008م ثم وفاة د.م.خالد محمد سعيد مسواط يوم 26/نوفمبر/2010م ثم وفاة المهندس وليد محمد سعيد مسواط يوم 5/يناير/2013م..

صبراً آل مسواط.. صبراً أهل عدن.. صبراً أيها المستضعفون.. أنتم أمام مخطط استخباري دولي يستهدف المنطقة عامة وعدن خاصة، وهذا المخطط هو مخطط "حدود الدم" او "سايكس بيكو (2)" أو "الشرق الأوسط الكبير"، وهذا هو قدر العربي الذي أذله حكامه ورجال الدين الذين نافقوه ..

لعلم هؤلاء الغرباء أن أهالي عدن لم يخبروا انحطاطاً للقيم الإسلامية كالتي خبروها بعد 26/مارس /2015م وحتى اليوم.. اطلقوا سراح مازن مسواط وكل المستضعفين معه.