آخر تحديث :الإثنين-18 أغسطس 2025-01:21م

يوم واحد لا يكفي

الأحد - 20 مارس 2016 - الساعة 10:22 م
فؤاد عبد الغفار

بقلم: فؤاد عبد الغفار
- ارشيف الكاتب


ماذا أقول عنك يا أماه ؟؟ فالمشاعر تعجز  و الكلمات تقصر ؛ أن تفيك بعض البعض من حقك.. فكيف  يحويك يوم واحد ؟! وأنت تسهرين الليالي الطوال, تتحسسين رأسي و الأصابع و الأقدام, وعيناك يا أماه ضارعتان بالدمع للسماء أن يشفي الله وليدك و يخفف عنه العناء.. كم حاولتِ تخفين تلك الدموع , لكنك ما استطعت ؛ فوجهك الحزين الكالح , و صوتك المتهدج يفضحانك مرارا, و يكشفان ما يعتمل بين جوانحك ..

فهل يكفي يوم واحد يا أماه ؟؟!!

عامان من الحمل و الرضاعة , و أعوام من التربية والرعاية.. وعمر تقضينه راضية مسرورة تغسلين فيه همومنا و تتحملين فيه كل شقاوتنا و مراحل أعمارنا التي تنبت أمام عينيك مذ كنا في المهد صغارا , بل مذ كان لنا بطنك دارا , ننبت أمامك كنبتة  تتعهدينها بالعطف و الدفء و الحنان..

فأي ثمن بخس هذا يا أماه ؟؟!!  يوم واحد مقابل كل هذا ؟؟!!

فما أقسى قلوبهم أمام قلبك العامر بالمحبة !! و ما أجف مشاعرهم !! تجاه موسوعة لا تنتهي , ومعين لا ينضب من المشاعر الفياضة التي لو وزعت على العالم كله لفاضت و بقي منها الكثير ..

اختزلوا كل تلك المشاعر العطرة الدافئة  في يوم واحد ,  قالوا عنه عيد الأم..

أيكفي هذا يا أماه ؟؟ لا والله و ألف لا .. سنظل نحن يا أماه نرتع تحت جنان أقدامك و نستظل برضاك عنا أبدا ماحيينا .. و يكفيك فخرا يا أماه أن الجنة – مهوى الأفئدة -  تحت أقدامك , وأن  الرسول صلى الله عليه وسلم  - في معرض رده على السائل الذي قال : من أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ - كان يقول مرددا  ومجيبا على أسئلته الثلاثة الأولى :  ( أمك.... ثم أمك ... ثم أمك...)

و مهما كبرنا يا أماه وصرنا رجالا و شخنا .. سنظل نحن الرجال الكبار أطفال أمهاتنا .. فتحية لك  يا أمي كل يوم وقد قال شاعر :

العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ  * * والأُمُّ  أَوْلَـى  بِـإِكْـرَامٍ  وَإِحْـسَـانِ

 

وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ * * أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ  كُلَّ إِنْسَـانِ