آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-02:50م

إيقاف الدراسة.. مؤامرة على عدن!

الثلاثاء - 15 مارس 2016 - الساعة 06:20 م
مريم محمد

بقلم: مريم محمد
- ارشيف الكاتب


لاشك إننا جميعاً ندرك الظرف العصيب الذي تمر به العاصمة عدن ، وذلك بعد تنفيذ الحملة الأمنية الثانية التي استهدفت عناصر وأوكار الجماعات الإرهابية المتطرفة في عدة مدن أبرزها مدينة المنصورة التي تُعتبر البيئة الخصبة لهذه الجماعات التي تتكاثر فيها وتعزز قواتها وتفرض عليها أفكارها وثقافتها المتطرفة لتغسل أدمغة شبابها وتروضهم على العنف والتمرد والإرهاب ومواجهة الدولة المدنية.

 

بدأت الحملة الأمنية الثانية وعاشت مدينة المنصورة ومازالت تعيش أوضاع أمنية متدهورة جداً في ظل استمرار الاشتباكات وأعمال العنف بسبب تعالي الجماعات الإرهابية وتمردها على الدولة ، وكنتيجة بديهية لهذا الاضطراب الأمني وحرصاً على أرواح الطلاب أغلقت جميع مدارس المدينة أبوابها وتوقفت الدراسة حتى إشعار آخر ، ربما لن يكون إلا بعد إعلان تطهير المدينة بكاملها من هذا السرطان الخبيث الذي ينخر في جسدها ويحرم أهلها الأمن والأمان ويجعلهم يعيشون في دوامة العنف اللامنتهي بوجوده!

 

كل هذا طبيعيٌ جداً ، لكن أن يتم إيقاف الدراسة في بقية المديريات التي لاتشهد أي اضطرابات أو إختلالات في الجانب الأمني والتي تبدو الأفضل حالاً بين المديريات لهي مؤامرة كبيرة على عدن وقيادتها وأهلها وطلابها.

 

لا شيء يبرر قيام عناصر لاندري تتبع أي جهة بتخويف وترويع الطلاب وأولياء أمورهم وتسبب بحالة من الفوضى في المدن ، وذلك بعد أمرهم للطلاب بمغادرة المدارس وإيقاف الدراسة مما أدى إلى حالة من الرعب في صفوف أولياء الأمور الذين تفاجأوا بعودة أبنائهم إلى المنازل بدون معرفة أسباب هذا الإجراء وهذا التصرف .

 

الكثير تساءل عن أسباب إيقاف الدراسة هذا الأسبوع وبهذه الظروف العصيبة التي تحاول فيها عدن لملمة جراحاتها والوقوف على أرجلها بالرغم من الجروح الكثيرة التي تملأ جسدها ، لتجيب هذه العناصر اللامسؤولة أن إيقاف الدراسة في هذه المديريات لأجل التضامن مع مدارس مدينة المنصورة التي تعيش ظروف استثنائية هذه الأيام وتوقفت فيها الدراسة !

 

ماهذا الكلام ، وماهذه المبررات اللامنطقية! وكيف نتضامن على مايضر عدن ولا يخدمها! ومنذ متى صرنا نتضامن على تدمير عدن وتجهيل أبنائها!؟ .

أجزم أن من أصدر هذا القرار ومن نفذه هم من انهزموا في كل المعارك أمام صلابة وصمود وحرص قيادة عدن على عدن وأمنها واستقرارها وإعادة الحياة إليها ، فبعد محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم في كل المدن وشعورهم بالهزيمة المحققة في وكرهم ، لجأ هؤلاء وعبر فروعهم في المديريات لخلق حالة من الفوضى وزعزعة الأمن فيها ليظهروا صورة مشوهة عن عدن وقيادتها ، وتتهمها بالفشل أمام شعبها الذي يعلق عليها جميع آماله.

 

انكشفت لعبتكم ، فأنتم لاتريدون لعدن الخير ولاتريدون لها النهوض ، أعجبكم حالها وهي مقعدة لاتستطيع تحمل نفسها لتستغلوا ضعفها وتحققوا ماعجزتم عن تحقيقه وهي بكامل صحتها وعافيتها.. والآن بعد قيام ابنها البار "الزبيدي" بتطبيبها وتضميد جراحاتها أساءكم هذا لأن لعبتكم فشلت وستفشل كل مشاريعكم التخريبية في مدينة السلام التي ترفض الارهاب دوماً .

 

لذا فإنني أطالب محافظ العاصمة عدن بمحاسبة من نفذ هذه المؤامرة التي تسعى هذه الأطراف من خلالها إلى تحقيق ماعجزت عن تحقيقه بالسلاح الآلي ، وهاهي اليوم قد تحولت لتحاربنا بسلاح العلم متعمدة تجهيل أبنائنا الذين فاتهم الكثير من العلم جراء الأحداث الأليمة التي مرت بها عدن من حروب وتدهور في الأوضاع الأمنية ، يجب استئناف الدراسة والحرص على عدم إيقافها إلا في الظروف التي تفرض علينا ذلك وليس من أجل خدمة العدو وتحقيق ماعجز عن تحقيقه هو بالقوة والسلاح وبكل الإمكانيات ، فأبناءنا ومستقبلهم أمانة في أعناقنا جميعاً وحرمانهم من التعليم الكافي بأي ظرف كان جريمة في حقهم .