آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-08:39م

عَلمُ الجنوب ... وبسّ!!

الأربعاء - 23 ديسمبر 2015 - الساعة 12:55 م
عبدالقوي الشامي

بقلم: عبدالقوي الشامي
- ارشيف الكاتب


علم الجنوب الذي رفع يوم أمس على قمة هرم السلطة، في عاصمة الجنوب عدن، لم يكُّ قماشةً، تعكسُ مختصرات، لتاريخٍ بلد مضى وانقضى، ولا بضعةُ الوانٍ تَسّْردُ، سيرة شعب ذاب في أتون شعب آخر، أو سيرة مجاميع من القبائل، أوأفرادٌ، بَرِقَتْ أبصارها، وفَتَحَتْ جيوبها، لعلاوات وبدل الإنتقال من الجنوب الى الشمال. كما ولا يعكسُ حِكاية فرع دولة عاد الى دولة الأصل خانعاً راكعاً.

 كما وأن علم الدولة الجنوبية الذي رُفع اليوم عالياً، لا يعد رمية على المبنى الإنتقالي لسلطة الدولة الجنوبية التي يُعِادُ تشكيل بنيانها، على أيدي شباب الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، لا يعد رمية بغير رامٍ، وإنما رميةً لإيادٍ ماهرةٍ وقلوب طاهرة من نجاسةِ الوحدة. أيادٌ وقلوبٌ تستهدف إعادة تشكيل بنيان الوطن الجنوبي المسروق من خلال عمل ميداني يمزج بين جهود كنس أدران الماضي، وترسيخ دعائم الدولة الجنوبية المستقلة، دونما التفات الى صراخ ثكالى وحدة (صالح - الإصلاح). جهوٌ قد تتعثر الى حين، فالمارد الجنوبي أنطلق على نحوٍ يؤكد أن: دم الشهيد لم ولن يذهب هدراً.  

  وأنا أتابع عن بعد إعادة الإعتبار للعلم الجنوبي، تملكني شعورُ الإعتزاز، بتضحيات شهداء الجنوب في حرب التحرير الأولى 63 - 67 وحرب التحرير الثانية 94 - 2015. فتحية لكل من يقف وراء هذا الحدث، المتوقع أن تكون دونه كمٌ هائل من الدسائس والمؤامرات. فالطابور الخامس، لم يسلم بعد بفشل "الوحدة"، ولا بهوية الجنوب، او بالحق الجنوبي المغتصب، ولكن هيهات فإرادة الشعوب هي المنتصرة، سواءً بقى العلم أو أُنزلوه، حتى يحين موعد رفعه بمراسم رسمية وشعبية تليق بمكانته، في قلب كل جنوبي يعشق بلده الجنوب.

ما زِلتُ أتذكر ذلك اليوم المشؤم الذي أُنزِال فيه علم الدَّولة الجنوبية، من سارية القصر المدور، في منطقة الفتح بحي التّْواهي، صباح الـ 22 من مايو 1990، أتذكرهُ والحنقٌ يتملكني، للإستخفاف في طيه، وحنقٌ من قيادتي الجنوب والشمال وهي تلهب أكُفها بالتصفيق لِعَملية الإنزال المهينة، أمرٌ لم يكُّ مستغرباً فقد كانتا في الأغلب "شمالية". إستخفافٌ إستشعرته طعناً برمزٍ تعودتُ إن أؤديه، التحية صباح كل يومٍ دراسي، منذ الإبتدائية حتى آخر يوم في الثانوية.

 حنقٌ لم أستطع المجاهرة به ساعتها كون التحقيق معي كان ما يزال مفتوحاً، بشأن خبر كنت حينها قد أعدت نشره في وكالة أنباء عدن، بإسم الدكتور عبدالعزيز الدالي وزير الخارجية، والذي كان قد عبر من خلاله عن الإمتعاض من الهرولة غير المدروسة، صوب الوحدة، ومن تجاهل قيادة الحزب، للجهات الرسمية في الحكومية وتحديداً وزارة الخارجية، إذ لم يتكلفوا إنفسهم إبلاغها بموعد إنزال العلم أي موعد الغاء الشخصية الإعتبارية للدولة الجنوبية وذوبانها في "المجهول".