آخر تحديث :الثلاثاء-24 يونيو 2025-10:48ص

تسلم يا اللي رفعت رايتنا

السبت - 07 نوفمبر 2015 - الساعة 03:19 م
د. أنور الصوفي

بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


خرج هادي من صنعاء لا هارباً منها حاملاً معه آمال شعبه الذي اختاره خلفاً لصالح ، خرج إلى عدن لا هاربا إليها يحمل هموم شعبه ، ألم يخرج سيده محمد من مكة إلى المدينة ليبني دولة الإسلام ، فعلها هادي وتأسى بنبيه وأغاظ هادي خصومه السياسيين فسخروا كل امكانياتهم للنيل من هادي ، وبحنكته السياسية وخبرته العسكرية فوت الفرصة عليهم فأتجه طالباً العون من إخوانه في الخليج ، فكان له ما أراد وتبخرت أحلام صالح وشلته في السيطرة على عدن والجنوب ، وتمترس هادي خلف شرعيته التي أعطاها إياه شعبه ، وألزم صالح ألا يبرح منزله وألا يطل بأنفه خارج أسوار قصره ، وأصبح هادي يتجول بين بلدان العالم حاملاً راية اليمن باحثاً عن حلول لحل الأزمة مستبعداً أن يكون صالح جزءاً من الحل بعد ما فعله بالمساكين من أبناء شعبه ، عاد هادي إلى عدن التي تبجح صالح إنه لن يدخلها فدخلها حاملاً راية اليمن رغم أنف صالح وعصابته ، فتسلم يا من رفعت رايتنا بين الأمم وتسلم يا من أخرجت اليمن من أكبر أزمة تمر بها ، وتسلم يا من رفضت قتل اليمنيين وذهبت إلى الخيارات السياسية وإلى الحوار مخرجاً آمناً لليمن واليمنيين .

تسلم يا من رُفعت راية الجنوب في عهدك على كل المباني الحكومية دون أن يتعرض لها أحد ، تسلم يا من أفنيت صحتك في البحث عن الحلول السلمية وما زلت كذلك ، تسلم وتسلم وتسلم ، عاد هادي إلى عدن فهاله ما رأى بأم عينيه وما جرى لها على يد صالح وزبانيته فعاد يحمل رايته باحثاً عما يطيب به جراح هذه المدينة المنكوبة ، وتواصلت جهود هادي في البحث عن حلول ومازالت ، فبربكم اتركوا هذا الرجل يعمل ولا تقفوا عائقاً في طريقه ، فيكفيه ما يلاقيه من عوائق ، فهذا رجل قد خُلق للسلم لا للحرب ولكنها إن فُرِضت عليه رأيته أهلاً لها وأكثر ، فاتركوه يعمل فإنه لا يحب الضجيح ، فلتسلم بطن حملته ولله درك يا هادي يا من حملت رايتنا بين الأمم .