خرج هادي من صنعاء لا هارباً منها حاملاً معه آمال شعبه الذي اختاره خلفاً لصالح ، خرج إلى عدن لا هاربا إليها يحمل هموم شعبه ، ألم يخرج سيده محمد من مكة إلى المدينة ليبني دولة الإسلام ، فعلها هادي وتأسى بنبيه وأغاظ هادي خصومه السياسيين فسخروا كل امكانياتهم للنيل من هادي ، وبحنكته السياسية وخبرته العسكرية فوت الفرصة عليهم فأتجه طالباً العون من إخوانه في الخليج ، فكان له ما أراد وتبخرت أحلام صالح وشلته في السيطرة على عدن والجنوب ، وتمترس هادي خلف شرعيته التي أعطاها إياه شعبه ، وألزم صالح ألا يبرح منزله وألا يطل بأنفه خارج أسوار قصره ، وأصبح هادي يتجول بين بلدان العالم حاملاً راية اليمن باحثاً عن حلول لحل الأزمة مستبعداً أن يكون صالح جزءاً من الحل بعد ما فعله بالمساكين من أبناء شعبه ، عاد هادي إلى عدن التي تبجح صالح إنه لن يدخلها فدخلها حاملاً راية اليمن رغم أنف صالح وعصابته ، فتسلم يا من رفعت رايتنا بين الأمم وتسلم يا من أخرجت اليمن من أكبر أزمة تمر بها ، وتسلم يا من رفضت قتل اليمنيين وذهبت إلى الخيارات السياسية وإلى الحوار مخرجاً آمناً لليمن واليمنيين .تسلم يا من رُفعت راية الجنوب في عهدك على كل المباني الحكومية دون أن يتعرض لها أحد ، تسلم يا من أفنيت صحتك في البحث عن الحلول السلمية وما زلت كذلك ، تسلم وتسلم وتسلم ، عاد هادي إلى عدن فهاله ما رأى بأم عينيه وما جرى لها على يد صالح وزبانيته فعاد يحمل رايته باحثاً عما يطيب به جراح هذه المدينة المنكوبة ، وتواصلت جهود هادي في البحث عن حلول ومازالت ، فبربكم اتركوا هذا الرجل يعمل ولا تقفوا عائقاً في طريقه ، فيكفيه ما يلاقيه من عوائق ، فهذا رجل قد خُلق للسلم لا للحرب ولكنها إن فُرِضت عليه رأيته أهلاً لها وأكثر ، فاتركوه يعمل فإنه لا يحب الضجيح ، فلتسلم بطن حملته ولله درك يا هادي يا من حملت رايتنا بين الأمم .