آخر تحديث :الأربعاء-18 يونيو 2025-04:08م

العراق وجنوب اليمن - الظلم والمصـير !!؟

الخميس - 15 أكتوبر 2015 - الساعة 02:54 م
عماد آل يحيى

بقلم: عماد آل يحيى
- ارشيف الكاتب


عادة ما تكون نتائج الظلم  على الشعوب كبيرة  جداً  ، وأعظم  الانتكاسات  عندما  تتعرض الشعوب المقهورة  لتجاهل المتعمد  كما حصل في العراق , فبعد تولي المالكي زمام الحكم في العراق عانا ابناء السنة كثيراً والتي بالغت فيه الى حد البشاعة ، وفي عام 2004  ظهرت جماعة التوحيد  وكثفت عملياتها بعد مبايعتها لزعيم التنظيم أسامة بن لادن  وبذلك  أعلن عن  التنظيم في بلاد الرافدين ، وفي المقابل  أستمر الظلم على الشريحة السنية الكبيرة من قبل حكومة  المالكي، تجاهل المجتمع الدولي  معاناة العراقيين كثيراً  والإعلام  تجرد من  مهنيته التي أسس عليها وظن العالم كلهُ إن التجاهل  حلٌ للمشاكل  وغض الطرف عنها ربما يسهم  في  سكونها  كان العالم  حينها  قد وصل إلى أسفل  نقطة من  مراحل وتدرجات الغباء السياسي  .

استغلت  التنظيمات المتطرفة هذه  النزاعات والتراكمات الجليلة  من الظلم والقهر والسحق  الشديد  وتجاهل الإعلام  وقصور عمل المنظمات الإنسانية والحقوقية  وعدم الاستجابة للنداءات والاستغاثات التي بعث بها الشعب العراقي  والفئة  المضطهدة  منه ، شكل  رافداً قويا  للتنظيم  وانتشار كبير له في العراق ليعلن في 2006  تأسيس مجلس الشورى للتنظيم المتطرف  وفي نهاية العام نفسه أعلن عن ظهور  دولة العراق الإسلامية  أستغل  التنظيم  الشباب السني  المتلهف للانتقام  وتغيير الواقع ورفع الظلم الحاصل علية  ومع مرور الوقت أصبح هذا التنظيم  مصدر قلقً  كبيرا على المنطقة ودول الجوار بعد التهامه المدن القريبة وأجزاء من سوريا كأنه ثقباً اسود  كذاك الذي يلتهم المجرات .

أرى اليوم وضعاً مقاربا لذاك الوضع في جنوب اليمن  (جمهورية اليمن الجنوبية  سابقاً ) التي لاقى شعبها التنكيل والقهر والتسريح  والتدمير للهوية الجنوبية  مع تواجد عوامل مشابهة تماماً وتجاهل أممي لرغبة الشعب الجنوبي  وتجاهل إعلامي متعمد  وقصور في عمل المنظمات الحقوقية والإنسانية  وتردي الأوضاع وتوفر طاقات شبابية غير مستهلكة وتوظيف مناسب  ودون وظائف ولا تعليم  ولا توجيه مناسب دينيا نفسيا واجتماعيا  ، أعتقد بل إنني أجزم انه قد حان الوقت لتلبية رغبة الشعب الجنوبي  الان ودونما   إي تأخير  لكي لا تتفاقم الأزمة وتصبح  معضلة  اقليمية كبيرة وخطيرة . لابد للعالم احتضان الحق المشروع للجنوب في استقلاله وبناء دولةُ السلام والعدالة والمساواة والحرية الحديثة .ولتكون حلقة قوية من حلقات المجتمع العربي القوي ودرع جنوبي للمنطقة العربي يحمي أمن المنطقة استقرارها ويسهم في تقدمها

- رسالة أخيرة الى العالم العربي ودول الخليج إن الدول التي صنعت داعش في الأمس وأستغلت  خصوبة مناطق الظلم والنزاعات  الطائفية تتربص بالشعب الجنوبي وتحاول  خلق هذا الهجين الخطير في منطقتنا لتستمر في تجارة الحروب والسلاح وتشوية الإسلام  وتدمير الوطن العربي والإسلامي ..،