آخر تحديث :الإثنين-12 مايو 2025-09:23م

مصير الحركة الحوثية‎

الخميس - 27 أغسطس 2015 - الساعة 01:20 ص
احمد صالح الفقيه

بقلم: احمد صالح الفقيه
- ارشيف الكاتب


احمد صالح الفقيه

تتجمع علامات الزمان وتسجل حكمها علناً بحروف بارزة. وليس في وسع الحكم النهائي إلا أن يتأثر بعدوانها على كل النواحي الأساسية للمجتمع من الأرواح إلى الممتلكات إلى الحقوق ومتطلبات الحياة.

لقد بنيت الحوثية خلافاً في مختلف مراحل البناء من أساسه إلى نهايته لكل قواعد المنطق. وإذا فحصنا البناء الذي بناه الحوثي على ضوء هذا، فإننا نجده مشيداً على الرمال وبالأسمنت الطائفي الايراني القابل للتفتت. سعي ايران الى استخدام الشيعة واصراع الطائفي واضح في العراق وفي سوريا التي يسعى فيها بشار الاسد الى احلال الشيعة الايرانيين في قرى المواطنين النازحين نتيجة قصفه الهمجي لقراهم، وبالامس عرض نظامه توطين سكان قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في الزبداني مقابل رحيل سكانها بسلام عنها.

اما دور ايران في خلق الفتنة في اليمن فواضح تماما من خلال تصرفاتها خلال الاعوام الماضية، وقد اخبرني وزير سابق انه طلب من السفير الايراني الحالي في صنعاء كبح جماح الحوثيين، غداة هجومهم على الجنوب، والعمل على تجنيب البلاد حربا اهلية وتدخلا خارجيا، فاجابه السفير قائلا: كل شئ معمول حسابه والسيطرة على الجنوب ستتم خلال ايام، وهناك خلايا نائمة من الجنوبيين ستحسم الامور، والمطلوب منكم تطمين الناس ومهاجمة الدواعش وشجب فكرة أي تدخل خارجي.

والجميع اليوم من غير الحوثيين ومحركيهم من الشيعة الدولية يرون بوضوح أن بيت الخيال والأساطير والأحلام والسحر والشعوذة هذا، لن يجد مكاناً لنفسه في مستقبل اليمن. فالحوثية ستعلن حتماً طريدة للقانون، ارهابية وقاتلة ودعية ومغتصبة. وعندما يخبوا السعير الذي اشعلته لن يكون لها أثر في قادم الأيام.

من سمات أعضاء الطوائف والنحل أن يشتركوا في ترديد ما يضعه زعيمهم من نصوص، وقد يخطىء بعض الناس ويظنون أن في هذا التكرار المستمر اموراً جديدة، ولكن الطقوس المكررة تؤدي إلى الطائفية وشق الصفوف، وهكذا فإن أعضاء الطوائف لا يرى كل منهم في غيره إلا الزندقة التافهة.

في مبدأ أمرهم كان يبدو للمراقب أن رغبات المنتمين إلى الحوثية من علويين مزعومين أو غيرهم كانت في الاتجاه الى عمل سياسي سلمي الغرض والمقصد، وسواء كان ذلك الاتجاه الظاهر مجرد فكرة تختلج في العقول، أو عملاً ينفذ فعلاً، وهو تمييز ليس بذي أهمية تذكر من حيث تشكيلة لموقف الانسان، وإن يكن هاماً من الوجهه العملية.

 وكان من الممكن لهذا الاتجاه أن يجمع بين النية والغرض والميل، وبين التحزب للحركة سياسياً في إطار سلمي. إذ ذاك كان من الممكن جدا ان يصبح مستقبلها الذي اصبح الآن ماضيها شيئاً مختلفاً كل الاختلاف عما هو عليه الآن.

وكان من الممكن أن يتسع مدرك حراكها السياسي ليشمل شتى العلاقات البشرية في نواحيها المتعددة، في اختلافها وإنسجامها. ولكان من الميسور لها أن تندمج في مجموع كل القوى المحركة في المجتمع وأن يكون لها في واقعه ومستقبله شأن وأي شأن.

ولا ريب أن وضع الجزء وأعني به قائد الحركة، موضع الكل، في مثل هذه القضية الهامة، كان البداية الخاطئة. وإلى ذلك فقد كان مزاج عبدالملك الأرعن قد عجل بكراهية غالبية الناس له وللحركة بنفس القوة التي أحبه بها أتباعه. هذا الاستعلاء السائد في مزاجه وتعصبه لمذهبه ناتج عن الجهل والتجاهل الأثم بكل تأكيد.

وتدل جميع العلامات التي سبق أن طبقت على حركات مماثلة بين انتعاشها واضمحلالها أن الحركة الحوثية في طريقها إلى السقوط النهائي المحتوم.