آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-11:33ص

الجنرال الفار في صراع مع الوهم

الثلاثاء - 30 سبتمبر 2014 - الساعة 02:15 م
مجاهد القملي

بقلم: مجاهد القملي
- ارشيف الكاتب


كان ذات يوم يدلف مأواه قبل إنطفاء شمعة صالح سميع التي غرقت بسواده الاداري معلنا عن وصوله بترانيم مزمار حميد الأحمر وكرتونته الرمزية المعلقة في صدره المرصعة بالنجوم المظلمة كأنّها همّ ثقيل مدمر لفكره واتزانه النفسيّ العسكري فيحتشدون حوله يناديهم صديح الآلات العسكرية وأشكال نجوم الليل الوهمية مشتعلة يقف فوق مصطبة كرسيه الذي قعد عليه اكثر من عقدين كقائد سابق للفرقة الاولى مدرع هذا الكرسي العالي يتطاول كبرياءً ببذلته المهترئة ذات اللون الأسود التي ارتداها منذ فترة وجيزة وربطة العنق المعلقة في رقبته فوق القميص الداخلي كحبل مشنقة في يده تعالوا لتمتعوا عيونكم بعبثه الكبير بعد الاجتياح والاستيلاء وزمن الاندثار تتقمصه الإهانة لأنّه عبثي الهوى مهووس بفكر الاستعمار ككل أبناء جيله وخططه الغريبة التي درسها بإتقان فهو رجل عسكري وفطن يلهب الأمل في نفس أنصاره ثم يُعلن عن ولاءاته ويتغنى بالوطنية والدين الحنيف والاولاد والحليف القديم الجديد يصدحون معه ويتجوّلون في الأزقة كان له ضجيج بطولة وحلم بالنصرورفض مطلق لفكرة الهزيمة ثمّ يقود أنصاره الى طُرق آمنة لمواصلة التسلق برداء الاسلام السياسي .

 

 له ملامح مثيرة وغريبة حب الخديعة تحتويه بإباء القبيلة المتسلطة عُين مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن بعد إندلاع الثورة الشبابية أوما عرفت بثورة التغيير الذي كان أحد رموزها حيث كان الأكثر استهدافا هذه المرة من قبل ثورة الجياع بقيادة الثائر السيد عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله .

 

. لكنّ عبقرية الرئيس هادي أدركت المؤامرات التي تحاك لتغافل القضية المصيرية للوطن الام بكل أبعادها وسياسة إلغاء الحراك ونضاله الثوري من الذاكرة الجمعية قرأ ما وراء السطور وخفايا العبارات الوهمية والأوراق التي تمرر من تحت الطاولات أو بعبارة أخرى تحت الانشطار الاجتماعي حاربوا مشروع الرئيس الحداثي بكل الوسائل التنكيليه الهادفة الى أشعال فتيل الأزمة وتقويض السلم الاجتماعي لتدمير ماتم إنجازه لكنه صمد صمود الجبابرة الذي تقّوم الأوطان وتزدهر على أياديهم القابضة على النظام والقانون .. أما الجنرال العجوز عندما طوق الثوار العاصمة صنعاء أفقدته بقايا عقله واتزانه النفسي وأصبح كما نراء مختبئا أو بالأصح فارا من وجه العدالة كما يقول الثوار شخصيا أشعر بالخيبة لان صورته الشريرة لم تبارح مخيلتي عملاقا صوت ملأ الدنيا بضجيجه الانفعالي السري لم أنس تلويحاته المؤيدة للتناحر القيمي وإشارات الانفعال والإحساس بالوطنية الهشة والثورة المزيفة التي كان حاميا عليها وحارسا خطيرا باب مفاصلها .

 

 الأوزار تغيب الجنرال بعقله الدموي عن الحضور لحظات النفير فحين اجتاح الجنوب صيف 94م في قسوة زمنه عذاب لايحتمل مغموس بالذل والقهر والهوان يقينه عندما اختبئ انه ذلك الاجتياح الهمجي الذي ألقى بهيجانه الاستبدادي في معزل كئيب وواقع مؤسف لقد عبث الخوف بكيانه .. جنرال الحرب محسن الأحمر أضحى رجل مهزوز نفسيا وأدبيا ورغم اختلاله الشرفي لوطنه يكشف خبايا مؤامراته في بيع الأوطان وتسلق الثورات لكنّها الفظاعة البوليسية العدوانية التي ستخزن فكر اللواء الأحمر الثوريّ والوطنيّ ولسانه تردد نحيب الجماعة التي كانت قوافل وراء الغزاة الجحافل وأصواتهم تتعالى من الأزقة إلى عنان السماء دمروا الارض واستبيحوا العرض ...أقول غير مأسوف عليك كما تدين تدان أيها الجبان .