حذّر الطبيب وهاج المقطري من مخاطر إهمال الجروح وعدم التعامل معها طبيًا بالشكل الصحيح، كاشفًا تفاصيل حالة صحية خطيرة لشاب يبلغ من العمر 17 عامًا نُقل إلى أحد مستشفيات صنعاء بعد معاناته لثلاثة أيام من أعراض شُخّصت مبدئيًا في منطقته على أنها تشنجات ناتجة عن التهاب السحايا، حيث تلقى مضادات حيوية قبل تحويله للمتابعة الطبية.
وأوضح المقطري، المقيم في صنعاء، أنه عند إعادة تقييم الحالة تبيّن أن المريض لا يعاني من نوبات تشنج فعلية، بل من تيبّس شديد في العضلات. وخلال الفحص الدقيق، لاحظ وجود ضمادة أسفل قدم الشاب، وبفتحها ظهر جرح عميق، إلا أن مرافقي المريض لم يولوا الأمر أهمية، معتبرين أن المشكلة الأساسية تتعلق بالدماغ وأن الجرح أمر عابر اعتاد عليه المريض.
وبيّن الطبيب، في منشور على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، أن التشخيص الصحيح للحالة هو الإصابة بمرض التيتانوس (الكزاز)، وهو مرض خطير ناتج عن دخول بكتيريا عبر جرح عميق ملوث، لم تُتخذ حياله الإجراءات الطبية اللازمة، ما جعله سببًا مباشرًا لتيبس عضلي تقدمي قد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج بسرعة.
وأشار المقطري إلى أنه أوضح لأسرة المريض خطورة الوضع وضرورة التدخل العاجل، من خلال إدخال الشاب إلى العناية المركزة، وإعطائه المصل المناعي (TIG) لتعطيل السموم، إلى جانب استخدام المضادات الحيوية مثل الميترونيدازول، وتوفير الدعم التنفسي، والسيطرة على التشنجات. وأضاف أن الأسرة أصيبت بصدمة، إذ لم تتوقع أن جرحًا بسيطًا في القدم قد يقود إلى مرض بهذه الخطورة، اعتمادًا على تجارب سابقة لم تسفر عن مضاعفات.
واعتبر الطبيب أن هذه الحالة تعكس نمطًا شائعًا في التعامل مع الأمراض، حيث تُبنى القناعات الصحية على تجارب فردية أو حالات استثنائية، مع تجاهل الحقائق العلمية والدراسات الطبية. وأكد أن الأمراض لا تُقاس بتجربة شخص واحد، بل تحكمها عوامل متعددة تشمل المناعة والوراثة وطبيعة التعرض والظروف الصحية، مشددًا على أن لكل جسد خصوصيته، وأن الصحة لا تُدار بالعشوائية أو بالأمثلة الفردية المعزولة.