آخر تحديث :الإثنين-29 ديسمبر 2025-03:46م
أدب وثقافة

رجل الهجنة في الرواية اليمنية وتحديات الحماية.. قراءة نقدية في ندوة جمعية أمان بتونس

الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - 02:10 م بتوقيت عدن
رجل الهجنة في الرواية اليمنية وتحديات الحماية.. قراءة نقدية في ندوة جمعية أمان بتونس
تونس (عدن الغد) حمزة الهمامي:

احتضن نزل "الكرمل" بالعاصمة تونس مؤخرا ندوة علمية نظمتها جمعية أمان للأسرة والطفل حول "حماية الرجل من العنف: مقاربة قانونية واجتماعية"، بمشاركة نائبات من الشعب وحقوقيين وممثلي المجتمع المدني. وقد شكّلت الورقة البحثية للباحث مجيب الرحمن الوصابي (جامعة عدن) محوراً لافتاً، حيث استعرض "العنف البنيوي ضد الرجل الهجين" من خلال رواية "أنفٌ لوطنين" لسامي الشاطبي.


وأوضح الوصابي كيف تتحول "الهجنة" في النسق القبلي إلى مبرر للإقصاء المادي والرمزي، حيث يُستهدف الرجل المهجن لكونه يمثل تهديداً لتراتبية النسب والميراث والسلطة. هذا الطرح الأدبي تقاطع بعمق مع أهداف الندوة في مقارباتها القانونية والحقوقية؛ إذ فكك المشاركون آليات "العنف الوظيفي" والوصم اللغوي الذي يطال الرجل، مؤكدين أن الثغرات القانونية واللازمات اللغوية الإقصائية تمنح البعض الظلم والاضرار بالحقوق المدنية.


يعدّ الوصابي، الأكاديمي اليمني، من الأصوات البحثية التي تتبنى مقاربات نقدية حديثة تدمج بين "سوسيولوجيا الأدب" و"الفلسفة الغيرية". يتركز مشروعه البحثي على تشريح بنى العنف الرمزي في السرد اليمني المعاصر، معتمداً على تفكيك العلاقة الجدلية بين "الذات" و"الآخر" داخل الأنساق التقليدية. كما يزكز في مقارباته النقدية على المشتركات الثقافية بين جنوب الجزيرة العربية وشمال افريقيا.


ويتوسع الوصابي في دراسة "الهوية الهجينة" ليس كحالة عرقية فحسب، بل كمنطقة صراع ثقافي تكشف هشاشة النظم الأبوية والقبلية. ويركز في أبحاثه على كيفية إعادة إنتاج الإقصاء عبر "اللغة" و"اللازمات السردية"، مستكشفاً المسارات المسدودة أمام الاندماج الاجتماعي للرجل في ظل الأزمات الوجودية والشروخ الوطنية. ويهدف من خلال دراساته لتقديم قراءة "غيرية" تنحاز للاعتراف بالتعددية الثقافية والمدنية كبديل للصراعات الهوياتية القسرية.