داؤود الشريان: قراءة في مسار قضية جنوب اليمن

قال الإعلامي السعودي داؤود الشريان إن المسار السياسي في جنوب اليمن، منذ عام 1994، اتسم بنمط متكرر من الأحادية في اتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن اللجوء إلى قرارات مصيرية جرى خارج إطار التفويض الشعبي، ودون استفتاء عام أو مسار دستوري توافقي، مثل الفيدرالية أو الكونفدرالية ضمن الدولة اليمنية.

وأوضح الشريان، في طرح سياسي تناول فيه تطورات القضية الجنوبية، أن مشروعية المظالم التي تعرّض لها الجنوبيون لا خلاف حولها، إلا أن تجاوز أدوات الشرعية السياسية أضعف الموقف الجنوبي، وحوّل قضية قابلة للحل والتسوية إلى أزمة مزمنة ممتدة.

وأضاف أن جوهر الإشكالية لم يكن في عدالة القضية نفسها، بل في أسلوب إدارتها، حيث جرى – بحسب وصفه – الاعتماد على فرض الأمر الواقع بدلًا من الشراكة السياسية، الأمر الذي ساهم في إبقاء الأزمة مفتوحة حتى اليوم، وأعاق الوصول إلى حلول مستدامة.

وأشار الشريان إلى أن التجربة السياسية في الجنوب أظهرت أن غياب المسارات التوافقية والدستورية يؤدي إلى تعقيد المشهد بدل معالجته، مؤكدًا أن أي معالجة مستقبلية تحتاج إلى مقاربة سياسية شاملة تقوم على التوافق، لا على القرارات الأحادية.

غرفة الأخبار / عدن الغد