في مشهد وطني استثنائي أعاد رسم ملامح الإرادة الجنوبية الحرة، شهدت محافظة الضالع، ظهر اليوم الأحد، حشودًا جماهيرية غير مسبوقة احتشدت في مخيم الاعتصام المفتوح بعاصمة المحافظة، في رسالة سياسية وشعبية مدوّية تؤكد عظمة وصمود وثبات أبناء الضالع والجنوب عامة، وتمسّكهم بحقهم المشروع في استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة.
وتدفقت الجماهير من مديريات حجر ومريس وقعطبة وزُبيد، في مواكب جماهيرية مهيبة جسّدت وحدة الصف الجنوبي، والتفافه الصلب خلف قيادته السياسية ممثلة باللواء القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، مؤكدة أن الضالع ستبقى في طليعة ميادين النضال والتضحية حتى تحقيق الهدف الوطني المنشود.
وفي هذا السياق، انطلق موكب جماهيري حاشد من منطقة زُبيد، بقيادة العميد حسن لعرج نائب رئيس العمليات المشتركة لمحور الضالع القتالي، متجهًا نحو مخيم الاعتصام، جالبًا معه الخط العام في مشهد مهيب عكس حجم الجاهزية الشعبية، وصلابة الموقف الجنوبي، وإصرار الجماهير على مواصلة الاعتصام المفتوح حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وفي الوقت ذاته، توافد الآلاف من أبناء مديريتَي حجر وقعطبة إلى ساحة الاعتصام، مرددين هتافات ثورية عبّرت عن الغضب الشعبي المتراكم، وطالبت القيادة السياسية الجنوبية بسرعة إعلان الاستقلال الوطني وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، ورفعوا أعلام دولة الجنوب العربي، وصور اللواء القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وصور الشهداء، في مشهد جسّد الوفاء لتضحيات الأبطال واستمرار الدرب الذي خطّوه بدمائهم.
وأكد المحتشدون رفضهم القاطع لأي حلول منقوصة أو تسويات تنتقص من تطلعات الشعب الجنوبي، مشددين على أن انتفاضة الجنوب بلغت مرحلة اللاعودة، وأن خيار استعادة الدولة بات قرارًا شعبيًا لا يقبل المساومة أو الالتفاف، ولا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف.
وجددت الجماهير في الاعتصام المفتوح التفافها الكامل خلف اللواء القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، مطالبة إياه باتخاذ الخطوات الحاسمة نحو إعلان الاستقلال الوطني الثاني، واستعادة الدولة الجنوبية بحدودها المتعارف عليها دوليًا قبل عام 1990م، مؤكدين استعدادهم لتقديم كل التضحيات في سبيل نيل الحرية وبناء دولتهم المستقلة مهما بلغت الكلفة.
*من مهيب الجحافي