في بادرة إنسانية نادرة تجسّد قيم الوفاء والامتنان، قام عدد من طلاب محافظة يافع بزيارة معلمهم المصري الأستاذ محمد عبدالعال في منزله بصعيد مصر، بعد نحو أربعين عامًا من آخر لقاء جمعهم في مقاعد الدراسة.
وبحسب ما أورده الزميل جلال القيدعي، فإن مجموعة من خريجي ثانوية الشهيد عبدالرحمن قحطان في يافع، الذين تلقوا تعليمهم على يد الأستاذ محمد عبدالعال خلال الأعوام الدراسية 1986 – 1988 في مادة الكيمياء، قرروا البحث عن معلمهم بعد سنوات طويلة من الانقطاع، لمعرفة ما إذا كان ما يزال على قيد الحياة. وبعد جهود وبحث استمر لفترة، تأكدوا من أنه ما يزال حيًا ويتمتع بصحة جيدة، ليقرروا على الفور زيارته في مقر إقامته بمنطقة أولاد يحيى الحاجر، مركز دار السلام، بمحافظة سوهاج.
وعند اللقاء، استقبل الأستاذ عبدالعال طلابه بحفاوة بالغة ومشاعر غامرة، في لحظات امتزجت فيها الدموع بالفرح، حيث بدا التعرف المتبادل صعبًا في البداية بسبب تغير الملامح ومرور الزمن، قبل أن تعيد الذكريات المشتركة تفاصيل تلك المرحلة التعليمية، وتستحضر مواقف وأحداثًا ظلت راسخة في الذاكرة.
وأعرب المعلم المصري عن سعادته الكبيرة بهذه المبادرة، مؤكدًا أن ما قام به طلابه فاق كل توقعاته، ومشيرًا إلى فخره بهم بعدما أصبحوا شخصيات فاعلة في مجتمعاتهم، بين مسؤولين ورجال أعمال، معتبرًا هذه الزيارة صفحة مضيئة من صفحات الوفاء الإنساني التي ستظل محفورة في ذاكرته.
وعقب الاستقبال، اصطحب الأستاذ محمد عبدالعال طلابه إلى منزله، حيث شاركهم وجبة الغداء برفقة أفراد أسرته، وتبادل الجميع الأحاديث حول مسارات الحياة، والتغيرات التي شهدها اليمن خلال العقود الماضية، إلى جانب ذكريات الدراسة وبدايات الطريق.
وفي ختام الزيارة، قام الطلاب، وهم الأستاذ مطيع عبادل الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية المفلحي، والقاضي وجيد عوض وكيل نيابة المفلحي، ورجل الأعمال جمال اليزيدي، بتكريم معلمهم بدرع تذكاري وهدية رمزية تعبيرًا عن شكرهم وتقديرهم لما قدمه لهم في مسيرتهم التعليمية.
وقد لاقت هذه المبادرة الإنسانية إشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها نموذجًا نادرًا للوفاء للمعلم، ورسالة تقدير عابرة للحدود والزمن.
غرفة الأخبار / عدن الغد
أخبار وتقارير
فارس النجار: تعليق مشاورات صندوق النقد رسالة سلبية تهدد مسار الإصلاح الاقتصادي في اليمن ...
