آخر تحديث :الخميس-11 ديسمبر 2025-12:25ص
أخبار وتقارير

سامي الكاف: أي مشروع في اليمن بقوة السلاح سيقود مشاريع أخرى

الأربعاء - 10 ديسمبر 2025 - 11:08 م بتوقيت عدن
سامي الكاف: أي مشروع في اليمن بقوة السلاح سيقود مشاريع أخرى
(عدن الغد)خاص:


حذّر الصحافي والكاتب اليمني سامي الكاف من مخاطر اتساع دائرة المشاريع المسلحة في اليمن، مشيراً إلى أن أي طرف يلجأ إلى القوة لفرض سلطته "سيفتح الباب أمام مشاريع مماثلة"، الأمر الذي يعمّق الانقسام ويقود البلاد نحو مزيد من الفوضى والتشظي.

وفي قراءة تحليلية للمشهد اليمني ونشرها على موقع أندبندنت عربية أوضح الكاف أن الأزمة اليمنية تجاوزت كونها صراعاً سياسياً بين أطراف متنافسة، لتتحول إلى أزمة وعي سياسي يعيد إنتاج العنف باعتباره بديلاً عن الدولة والشرعية. واعتبر أن الخطابات التي تتحدث عن السلام بينما تُبنى على نقيضه، إنما تكشف عن "مأزق في بنية التفكير" لدى أطراف عديدة، سواء في الشمال أو الجنوب.


وأشار الكاف إلى أن ما جرى أخيراً في حضرموت والمهرة خير دليل على أن "فرض سلطة أمر واقع بقوة السلاح" سيقود بالضرورة إلى ردود فعل مشابهة، لافتاً إلى تحذير رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من أن تقويض منطق الدولة يهدد الاستقرار في اليمن بأكمله. وفي المقابل، يرى المجلس الانتقالي الجنوبي – بحسب الكاف – أن التطورات الأخيرة تمثل "انتصارات" تمهّد لبناء مؤسسات ما يسميه "الجنوب العربي"، في توجه يتعارض مع المرجعيات السياسية والإقليمية.


وفي السياق نفسه، تناول الكاف الجماعة الحوثية بوصفها نموذجاً لبنية سياسية تتغذى على استمرار الأزمة، إذ يرى أنها تحول كل هدنة إلى وسيلة لتعزيز نفوذها، وأن الحرب بالنسبة إليها ليست حدثاً طارئاً بل شرط وجودي يبرر استمرار سلطتها. وأكد أن الجماعة لم تلتزم بأي اتفاق سياسي منذ 2014، وأنها ترفع شعار السلام فقط "لكسب الوقت وإعادة إنتاج الهيمنة".


ويرى الكاف أن غياب مشروع وطني قائم على المواطنة والقانون مقابل مشاريع مسلحة متعددة يجعل اليمن أمام مفترق خطير، معتبراً أن "من لا يمتلك شجاعة الاعتراف بنشوئه خارج الشرعية سيظل أسيراً لهذا النشوء". واختتم بأن الهروب من السلام ليس سوى هروب من مواجهة الحقيقة التي تكشفها مرآة الواقع.