تحولت الصورة التي ظهر فيها النائب اليمني السابق أحمد سيف حاشد وهو يعمل بائعًا للقهوة في أحد المتاجر بالولايات المتحدة إلى رمز جديد لحجم المأساة التي خلّفتها الحرب في اليمن، بعدما وجد الرجل الذي شغل مقعدًا في البرلمان لسنوات، ورأس تحرير صحيفة "المستقلة" التي كانت من أبرز الصحف اليمنية، نفسه خارج البلاد بحثًا عن الأمان ولقمة العيش.
حاشد الذي عرفه اليمنيون كأحد أكثر النواب والحقوقيين جرأة في مواجهة الفساد والانتهاكات، اضطر العام الماضي إلى مغادرة صنعاء بعد مضايقات واسعة من قبل جماعة الحوثي، لينتقل إلى مصر أولًا ثم إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ حياة جديدة بعيدة تمامًا عن موقعه السابق كنائب وناشط سياسي.
ويعكس المشهد حال آلاف اليمنيين الذين دفعتهم الحرب إلى فقدان أعمالهم ومناصبهم ومصادر رزقهم، ليبدأوا من الصفر في دول الاغتراب، في واحدة من أكبر التحولات الإنسانية والاجتماعية التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الصراع. الصورة التي يظهر فيها حاشد خلف ماكينة القهوة ليست مجرد مشهد عابر، بل تلخيص مكثف لحرب أنهكت الجميع، وعصفت بالوظائف، وهدمت المؤسسات، وقادت كثيرًا من الكفاءات إلى الهجرة القسرية والبحث عن حياة بديلة خارج وطن لم يعد قادرًا على احتضانهم.
وتُطرح على خلفية هذه القصة تساؤلات واسعة حول حجم الضرر الذي لحق بالمجتمع اليمني بعد سنوات الحرب، وكيف أن بلدًا كان يضم مشرعين وصحافيين ونخبًا فاعلة بات اليوم يصدّر أبناءه إلى العالم بحثًا عن لقمة العيش بدل أن يصنعوا مستقبلهم في أرضهم. غُرفة الأخبار / عدن الغد
