قرية أمخالف الواقعة في المجال الجغرافي لمنطقة أماجل أكبر تجمعات مديرية لودر مساحياً ، تقدّم اليوم درساً وطنياً عميقاً وتذكّر الجميع وكل الأجيال أن الدنيا لازالت بخير وتعلّمنا البداية الصادقة التي تحتاج لقلب ينبض بحب لهذا الوطن !
في زاوية منسية من خارطة الدولة الإدارية صنعت قرية أمخالف ملحمة من نور ، وسطّرت سطور العزم على جدران مدرسة ابنائها حين شيدوا الآباء ثلاثة فصول دراسية من الحجارة والطين بجهودهم الذاتية الخالصة وكتبوا على بوابة المدرسة شعار عنوانه لاشيء يعجزنا ما دام الغد ينتظرنا !
لقد اختار أهالي أمخالف أن يكونوا شركاء في مستقبل ابنائهم فكان الحصى بديلاّ للميزانية والعزم بديلاً للدعم والإرادة سلاحاً في وجه الإهمال ، شيدوا فصولهم الثلاثة بالحجارة لتظل انتصاراً على العجز واجراساً تدق في قلب الضمير !
الفصول الدراسية مبادرة مجتمعية ساهم فيها كل أهالي القرية إلا أنها بحاجة وتنتظر إلى لمسة وفاء لتكمل مابدأته الايادي البيضاء الصادقة ارضيتها بحاجة إلى تكملة وجدرانها تنتظر الزخرفة والطلاء والكهرباء نناشد الجهات الرسمية والمؤسسات الحكومية والمبادرات الخيّرة ، وكل من في قلبه حب للعلم والمعرفة وبناء الإنسان أن يكملوا هذا البناء !
الأستاذ القدير علي عبد اللّه ناصر اليافعي مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية لودر ، بارك بكل فخر واعتزاز هذا المنجز العظيم الذي سطرته سواعد الرجال في قرية أمخالف ، وقال إن دل هذا إنما يدل على بناء الوعي وتعبير نقي عن روح المسؤولية المجتمعية العالية في عقول أبناء قرية أمخالف الطيبة
وأضاف مدير تربية لودر أن تشييد الفصول الدراسية في مدرسة أمخالف ، تعبّر عن أن القرى النائية قادرة بإرادة أبنائها على تجاوز الصعاب ، وان ما أنجزته قرية أمخالف اليوم يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به في سائر مناطق وقرى المديرية لودر
وفي الختام قال هنيئاً للتعليم في لودر برجال كأمثال أهالي قرية أمخالف ، الآيادي تبني والعقول تثمر وإدارة ومعلمي المدرسة نموذج يُحتذى !
