بقلم / حسن علوي الكاف
عُرف ابن حضرموت بالصلابة وبالعزة وبالكرامة في طلب لقمة العيش الحلال من خلال العمل الجاد والتغلب على قهر التحديات والصعاب. فقد أثبت ابن منطقة اللسك التاريخ شرق مدينة تريم، التربوي عمر خميس عامر أبو زيد، صلابة وثباتًا في مواجهة ظروف الحياة وقساوتها.
ولو نظرنا إلى حياة هذه الشخصية النادرة، سنجد أن حياته كانت كفاحًا كبيرًا. فقد عمل في قطاع التربية والتعليم مدرسًا لمادة الرياضيات للصفوف الصغرى، في أغلب المناطق الشرقية بمديرية تريم حتى تقاعده قبل عامين.
وبعد عام 1990م، نُقل إلى مدارس محافظة مأرب مع عدد من الأساتذة الحضارم ، ولم يتردد في تلبية النداء وتوجيهات قيادة التربية والتعليم حينها بمحافظة حضرموت. وظل عشر سنوات متواصلة في التدريس في محافظة مأرب، وأثبت جدارة، وتخرج على يديه عدد كبير من القيادات من حضرموت ومأرب اليوم تتبوأ مناصب عليا في المجال الصحي والعسكري والأمني والمدني، وهم يدينون له بالفضل والتقدير حتى اليوم.
صعوبة الحياة دفعته إلى شراء سيارة متواضعة يعمل بها لسد حاجاته ومتطلباته اليومية، كون الراتب لا يفي بمطلبات الحياة. وكان يتحمل العناء من الانطلاق من بيته في قرية اللسك شرقي تريم والذهاب بشكل يومي إلى تريم للعمل.
وكان مؤسسًا لفلزة السيارات بعيديد بجانب دار المصطفى قبل خمسة وعشرين عامًا ولا يزال، ولتواضعه ونبل أخلاقه يحظى بتقدير واحترام الجميع. ورغم تواضع سيارته، نال الشهرة ومحبة الجميع.
وعند زيادة المشتقات النفطية وكلفتها الباهضة، وما يمتلك من مهنة في مجال الطاقة، بعد كسب الخبرة من الاحتكاك مع مهندسي الطاقة، استطاع تحويل سيارته إلى نظامين للغاز والبترول حتى يستمر في العمل ومساعدة الزبائن. واستطاع أن يأخذ مشاوير إلى عدة مناطق ووديان حتى وصل إلى وادي عمد.
أبو زيد، رغم معاناته، وربنا يديم عليه الصحة والعمر المديد، إلا أن أبو زيد ظل مكافحًا ومحبا لوطنه ولأهله. ويتمنى أن يرى بلادنا كاملة في خير واستقرار وأمن وأمان، وينعم الشعب بخيراته. وثقته بالله كبيرة، وبكل الخيرين بأن تلك الطموحات المنشودة ستتحقق في القريب إن شاء الله...