آخر تحديث :الجمعة-05 ديسمبر 2025-01:30م
أخبار وتقارير

عودة رجل الملفات الثقيلة… لماذا اختارت الرياض القحطاني للظهور مجدداً؟

الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 08:23 ص بتوقيت عدن
عودة رجل الملفات الثقيلة… لماذا اختارت الرياض القحطاني للظهور مجدداً؟
عدن الغد/ بكري العرلقي

شهد الملف اليمني تطوراً لافتاً خلال الساعات الماضية عقب الظهور العلني لرئيس اللجنة الخاصة في اليمن اللواء القحطاني في حضرموت، بالتزامن مع غياب السفير السعودي محمد آل جابر، في خطوة اعتبرها مراقبون تحوّلاً في طبيعة إدارة الرياض للملف اليمني.


وبحسب تحليل سياسي للكاتب فهد سلطان، فإن حضور القحطاني في هذا التوقيت لا يُنظر إليه كزيارة بروتوكولية، بل كإشارة على انتقال السعودية من إدارة الملف عبر الواجهة الدبلوماسية إلى إدارة مباشرة يقودها “رجل العمليات والملفات الثقيلة”، خصوصاً بعد التطورات التي شهدتها حضرموت وسيطرة قوات الانتقالي عليها.


وأشار سلطان إلى أن هذا الظهور يحمل عدة دلالات، أبرزها أن الرياض تجاوزت القالب الدبلوماسي الذي ظل السفير آل جابر يمثل واجهته خلال سنوات الحرب، وأن المرحلة الحالية تتطلب حضور صاحب القرار لا ممثل الخارجية. كما اعتبر أن المملكة أعادت تفعيل أدواتها التقليدية في اليمن، وعلى رأسها اللجنة الخاصة التي أدارت النفوذ السعودي لعقود داخل البلاد.


ويؤكد سلطان أن طبيعة المشهد اليمني، بما فيه من صراعات نفوذ، وتعدد قوى مسلحة، وتوتر سعودي–إماراتي، وتصاعد دور الحوثيين، جعلت إدارة الملف عبر السفارة أمراً غير كافٍ، ما دفع الرياض للاستعانة بالشخصية الأكثر تأثيراً وقدرة على إدارة التفاهمات غير العلنية.


ويرى مراقبون أن غياب السفير آل جابر جاء كخطوة محسوبة لتوجيه رسالة واضحة للفاعلين اليمنيين بأن المرحلة المقبلة ستدار عبر قنوات جديدة، وبأن من يمتلك مفاتيح القرار السعودي حالياً هو رئيس اللجنة الخاصة. كما تأتي هذه الخطوة — وفق سلطان — ضمن محاولة لموازنة النفوذ الإماراتي الذي يعتمد على قادته الميدانيين لا على السفارات.


ويعتبر حضور القحطاني إشارة إلى دخول الملف اليمني مرحلة أكثر حسماً، تتطلب ترتيبات لا تُدار أمام الكاميرات، تشمل تفاهمات أمنية وتوزيع أدوار جديدة في المناطق التي تشهد تغيرات في موازين القوى، خصوصاً في حضرموت.


وبحسب فهد سلطان، فإن القحطاني يحمل "الصندوق الأسود" للعلاقة السعودية–اليمنية منذ ستة عقود، وظهوره في هذا التوقيت يعكس حجم التحولات التي تتجه إليها المملكة، في إطار إعادة هندسة المشهد اليمني بطريقة أقرب إلى الأسلوب القديم القائم على إدارة النفوذ عبر اللجنة الخاصة لا عبر السفارة.