قال الصحفي والسياسي الجنوبي منصور صالح إن توقف قناة بلقيس عن البث يمثل “سقوطًا مدوّيًا” لمحطة ظلت لسنوات تبث من خارج اليمن وتعتمد في استمرارها على “مزاج المموّل وقرار المضيف”، مؤكداً أن ما حدث ليس طارئًا ولا معزولًا بل نتيجة طبيعية لارتباط القنوات اليمنية بالخارج.
وأوضح صالح أن الإغلاق لم يكن ماليًا كما حاول البعض الترويج، مستشهدًا بتأكيد موظفي القناة أنهم لم يسمعوا يومًا عن أي أزمة مالية أو عجز، وهو ما يكشف ـ بحسب وصفه ـ طبيعة القرار ومن يقف خلفه.
وأضاف أن الفارق بين الإعلام الجنوبي والإعلام الحزبي في الخارج ظهر جليًا، قائلاً:
“كنا نقول على شاشاتهم، وعلى رأسها بلقيس، إننا واقفون على أرضنا، نبني مؤسساتنا بين ناسنا ونحافظ على استقلال قرارنا، بينما هم يعيشون في الخارج يشنون حملات عدائية على الجنوب وقضيته وقواته، كمن يترك بيته يحترق وينشغل ببيت جاره”.
وأشار صالح إلى المفارقة بين إعلان بلقيس توقف بثها من تركيا، وبين بث قناة عدن المستقلة للخبر من مقرها الدائم في التواهي، معتبرًا أن المشهد وحده يكفي لمن يريد فهم الفرق بين “الإعلام الذي اختار الأرض والدفاع عنها”، و”الإعلام الذي اختار الارتهان فسقط عند أول اهتزاز”.
ورغم انتقاده للقناة، عبّر منصور صالح عن تعاطفه مع كوادرها الذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا عمل ولا وطن آمن يعودون إليه، مؤكدًا أنهم “الضحية الحقيقية، وليس من صنع القرار”.
ووجّه صالح رسالة للإعلاميين والمثقفين والناشطين من أبناء الشمال قائلاً:
“تعلّموا من درس بلقيس. لا كرامة لكم خارج أرضكم، ولا مستقبل لمن يحارب الجنوب الذي تعادونه بلا حجة. انزعوا الغلّ من قلوبكم ووجّهوا جهودكم نحو قضيتكم الحقيقية، فهناك فقط مصدر قوتكم وكرامتكم”.
غرفة الأخبار / عدن الغد
