العقيد الركن (عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي) . . شُعاع متوهِّج في سماء الوطن
(( عدن الغد )) ــ بقلم / عيدروس زكي السَّقَّاف
حين يلوح اسمه في أفق البلاد ، تتَّسع المسافات للعطاء ، و تنبثق قيم الإخلاص ، في كل وجدان نابض بحب الأرض .
في قلب معترك المنظومة الأمنية لمحافظة لحج ، يتلألأ اسم العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، قائد فرع قوات الشرطة العسكرية بمحافظة لحج ، علماً شامخاً على سارية المجد ، و النظام ، و الانضباط ، رجلٌ امتزجت في شخصه الصرامة بالرحمة ، و تآلفت فيه إرادة الميدان مع حكمة القيادة ، فلا يُرَى إلَّا في قلب الحدث ، يُوَجِّه بثقةٍ ، و يغرس في نفوس جنوده روح الانتماء و الولاء ، كأن صوته في ساحة الطابور ، لحنٌ يتناغم مع ترنيمة الأرض ، و نجوى الجُنْد .
في العام 2022 م ، سجَّل العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، إنجازاً أكاديمياً عسكرياً مرموقاً ، بحصوله على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ، من كلية القيادة و الأركان ، بجمهورية السودان الشقيقة ، مضيفاً إلى سجل عطائه الوطني صفحةً جديدةً من الإشراق ، و لم يكن هذا التَّميُّز مجرَّد نيل شهادة ، بل ثمرة أعوامٍ من الجدّ ، و الاجتهاد ، و دليلاً على بصيرته العميقة ، في الارتقاء بالمستوى المهني القيادي ، فلقد جسَّد بذلك صورة القائد المثقَّف ، الذي يمزج التجربة الميدانية بالمعرفة النظرية ، فيغدو مثالاً يُحتَذَى في الإتقان ، و الانضباط ، و الاحتراف ، و هذه الثلاثية العسكرية بمثابة (( القاعدة الحديدية للإعداد العسكري )) ، التي تمثِّل الأساس الصُّلب لأي قيادة ناجحة و نابغة في الميدان .
و لم يكن طريق العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، مفروشاً بالنَّجاح وحده ، بل شَقَّه بالعزم و التوجيه ، اللَّذين استقاهما من شقيقه الأكبر ، معالي اللواء الركن أحمد عبد اللَّه علي تُركي ، محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي للمحافظة قائد اللواء " 17 " مشاة بالمحافظة ، يحفظه اللَّه و يرعاه ، كان له الأب الروحي و المعين الموجِّه ، يزرع الحكمة ، و يبعث الحماسة في النُّفُوس ، محفِّزاً الجميع على التَّفاني في خدمة البلاد ، و تجاوز العوائق بنظرته الثَّاقبة ، و إشرافه الدائم ، و من هذا العون الأخوي النبيل ، تهيَّأت للعقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، و لسائر القيادات بمحافظة لحج ، القدرة على الإبداع و الألمعيَّة ، حتى أصبحت العلاقة بين الأخوين المباركين ، رمزاً للتكامل بين المسؤولية الشخصية ، و الدعم المؤسسي ، حيث يلتقي الحزم العسكري بالرعاية الإنسانية ، في صرحٍ واحدٍ من الإخلاص و الوفاء ، و لأن القيم العائلية كانت له جذوراً ضاربة في العمق ، فشكَّل هذا التلاحم الأخوي نبراساً مضيئاً في مسيرته ، يغذِّي فيه الإصرار على بلوغ المراتب العليا في الأداء و الخلق ، و مع كل تجربةٍ ميدانيةٍ أو تحدٍّ إداريٍّ جديد ، يستحضر وصايا الشقيق القائد ، كمن يستلهم نبض الحكمة من منبعها الصافي ، و هكذا يظل تأثير تلك العلاقة الممتزجة بالمحبة و المسؤولية ، دافعاً خفيَّاً ، يشعل في وجدانه نار الإصرار على خدمة محافظة لحج ، بضميرٍ يقظٍ ، و روحٍ مفعمةٍ بالولاء للوطن و الواجب .
منذ التحاق العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، بالكلية العسكرية ، كان واضحاً أن أمام المؤسسة الأمنية شاباً مختلفاً في رؤيته إلى الجندية و مفهوم الانضباط ، و امتلك عقلاً فطناً يدرك أن البزَّة العسكرية ليست زينةً من قماشٍ فحسب ، و إنَّما هي ، أيضاً ، عهدٌ ، و شرفٌ ، و ميثاقٌ أخلاقيٌّ يُحمَل في القلب قبل الكتف ، و في ساحات التدريب ، كان أول الواصلين و آخر المنصرفين ، مُتَرجِمَاً الالتزام فعلاً قبل أن يكون شعاراً ، و كانت خطواته الميدانية تنبض بحيويةٍ و شجاعةٍ ، و لغته اليومية هي النظام في القول و العمل ، لم يكن يسعى لتميُّزٍ شكلي ، بل لجوهرٍ يجعل الجندية فلسفة سلوكٍ متكاملةٍ ، فغدا بين زملائه مثالاً للجدِّيَّة ، و الخلق ، و الاتزان ، حتى تَخرَّج مرفوع الرأس ، مشهوداً له بالكفاءة و الذكاء و القدرة على القيادة الهادئة ، التي تُلهِم دون ضجيج .
و في مسيرته العملية ، سار العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، على النهج ذاته ، الذي تربَّى عليه ، فلم يعرف يوماً الاسترخاء أو الاتكال ، و إنَّما جعل من المسؤولية محرِّكاً يومياً لطاقته ، و تولَّى مهاماً متتابعة في ميادين متعدِّدة ، و أثبت في كل منها حضوراً متميِّزاً يجمع بين حدة القرار ، و رحابة البصيرة ، و هو الضابط الذي يفرض النظام من موقع القدوة ، لا من موقع السلطة ، و يمنح لجنوده الثِّقة قبل الأوامر ، و يشعرهم بأن الواجب رسالة في أفكارهم ، و أن العدل هو السلاح الأمضى من أي قوَّةٍ ماديَّة ،و يوازن بين الانضباط و الإنسانية ، كما يساوي الجندي بين السلاح و العقيدة ، و في كل محطَّةٍ من محطاَّت عمله ، كان مثالاً للقيادي الذي يُوحِي إلى زملاءه و يُعلِّمهُم أن الهيبة الحقيقية ، تولد من الاحترام ، لا من الخوف ، و من العدل ، لا من الصَّرامة .
و لأن القيادة الحَقَّة ، لا تقف عند حدود المكاتب ، فالعقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، جعل من موقعه القيادي على رأس قيادة فرع قوات الشرطة العسكرية بمحافظة لحج ، منبراً لبث روح التَّجديد و الانضباط ، في أوصال المؤسسة الأمنية بالمحافظة ، و لا يكتفي بمتابعة التقارير ، بل يهبط إلى الميدان بنفسه ، يتفقَّد نقاط قواته ، يتحدَّث مع أفراده ، يقرأ في وجوههم التَّعب و الرجاء ، و يغرس فيهم الحماسة ، من خلال حضوره الصَّامت الواثق ، فوجوده بين رجاله يبدِّد الفتور ، و يمنحهم طاقةً مستمرة ، و يَرَى في الميدان مرآةً حقيقيةً للقيادة ، و في كل مهمَّةٍ اختباراً للوفاء و الانتماء ، لذلك تَحَوَّل وجوده إلى حالةٍ انضباطيةٍ مؤثرةٍ تشيع النظام بمجرد ظهوره ، و كأن حضوره وحده كافٍ ليعيد ترتيب الإيقاع في المكان .
و على المستوى الوطني ، أثبت العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، أن حُب الوطن ليس قصيدةً تُلقى في احتفالٍ رسمي ، و إنَّما مواقف تتجلَّى عند اشتداد العتمة ، فهو في مقدِّمة الصفوف ، إذا حاولت الفوضى أن تطل برأسها ، فيقف كالطَّود ، ثابت الجأش ، صافي النِّيَّة ، مؤمناً أن صون الدولة هو صونٌ للحياة ، و أن هيبة القانون لا تُشتَرَى بالخطابات ، بل تُصان بالمواقف الشجاعة ، و في كل مهمَّةٍ معقَّدة ، يرسم بفريقه لوحةً من الانسجام و التَّكامل . . جنودٌ يتحرَّكون كجسدٍ واحدٍ ، تُسيِّرهم روح الولاء التي بثَّهَا فيهم قائدهم ، و هكذا أصبح اسمه مرادفاً للثَّبات وقت الأزمات ، و القدرة على حفظ النظام ، حين تَضطَرِب الموازين .
و في الجانب الإنساني ، تظهر شخصية العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، بارزة بصفاءٍ يقل نظيره ، فخلف الملامح العسكرية الجادَّة ، يسكن قلبٌ نابض بالعطف و الرحمة ، يولي أسر الشهداء و الجرحى اهتماماً خاصاً ، لا بدافع الواجب فقط ، و إنَّما من شعورٍ أبويٍ صادق ، و يزورهم بهدوءٍ بعيداً عن عدسات الكاميرات ، يُرَبِّت على أكتافهم ، و يواسيهم بحديثٍ حنونٍ لا يخلو من وقار ، و مع المحتاجين و البسطاء ، تجده متواضعاً ، يسعى إلى قضاء حاجاتهم بصمتٍ يُضفِي على عطائه قدسيةً خاصة ، و في مواقفه الإنسانية لا يرفع صوته ، و لا يُعلن إحسانه ، لأنه يوقن أن الكلمة الطَّيِّبة ، و العطاء الخفي ، أكثر تأثيراً من الخطابات ، لذلك أحبَّه الناس ، لا لهيبته العسكرية ، بل لدفء إنسانيته التي تَشِعُّ أينما حلَّ .
أما في حياته الشَّخصية ، فيتراءى وجه القائد المتوازن ، الذي يعرف كيف يقود ذاته قبل أن يقود الآخرين ، بيد أن العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، يبدأ نهاره قبيل الفجر ، يستقبل الضوء الأول بالتَّأمُّل و الدُّعاء ، ثم ينصرف إلى عمله بعزيمةٍ لا تعرف الفتور ، و حياته الخاصة بسيطةٌ متقشِّفة ، يسكنها النظام ، كأنها قطعة من شخصيته المهنية ، و يحب القراءة في التاريخ ، و الاطلاع في العلوم العسكرية ، و يجد في الحوار الهادئ مع أسرته متنفَّساً يريحه من صخب الميدان ، و مع ما يعيشه من انشغالاتٍ جسيمة و مسؤولياتٍها ، تبقى ابتسامته الصغيرة توقيعه الإنساني ، الذي لا يغيب ، ابتسامةٌ تَنِمُّ عن طيبة الأصل ، و صفاء القلب .
يُجْمِع كل من تعامل مع العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، على أنه مدرسةٌ في القيادة ، و الإدارة ، و الانضباط ، و يملك قدرةً فريدة على الإصغاء ، و يختار كلماته بميزانٍ من الحكمة ، و لا يتسرَّع في الحكم ، لكنه حاسمٌ إذا استدعى الموقف الحزم ، و في الاجتماعات ، يلفت أنظار الحاضرين بحديثٍ رصينٍ يقطر تجربةً و وعياً ، فينصتون إليه باحترامٍ يُستمدُّ من مكانته لا من رتبته ، و يميل إلى التواضع أكثر من الاستعراض ، و يؤمن أن القائد الحقيقي هو من يصنع القادة من حوله ، لا من يحتكر المجد لنفسه ، لذلك غدا مثالاً في الذاكرة المؤسسية العسكرية لمحافظة لحج ، يُشَار إليه بالبنان كلَّما ذُكِرَت الكفاءة ، و الالتزام .
إن الحديث عن العقيد الركن عبد القوي عبد اللَّه علي تُركي ، قائد فرع قوات الشرطة العسكرية بمحافظة لحج ، ليس مجرَّد توثيقٍ لمسيرة ضابطٍ بارز ، و إنَّما إضاءةٌ على تجربةٍ إنسانيةٍ عسكريةٍ متكاملةٍ ، جَمَعَت بين الفكر ، و العمل ، و القيادة ، و الإخلاص ، فهو تجسيدٌ لنمطٍ نادرٍ من الرِّجال الذين يجعلون من واجبهم عقيدة ، و من انضباطهم جمالاً يزدان به الميدان . . يمزج بين الحزم ، و الضمير الحي ، و بين التاريخ العريق ، و روح الحاضر المتجدِّدة ، و من خلال عطائه اليومي ، تتبدَّى صورة الوطن المنظَّم العادل ، وطنٌ يُبنَى بسواعد المخلصين ، الذين سقوا تربته بعرق الجدِّ ، و ضمير الوفاء .