نال الباحث اليمني المتخصص في شؤون الآثار، عبدالله محمد محسن، تكريمًا عربيًا جديدًا بعد حصوله على جائزة الاتحاد العام للآثاريين العرب وجائزة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان في مجال حماية المواقع والمباني الأثرية المهددة بالنزاعات المسلحة.
وجرى الإعلان عن فوزه خلال الحفل الذي نظمه الاتحاد في مصر، التابع لاتحاد الجامعات العربية بالأردن، والذي يُعد من أبرز الهيئات الأكاديمية الداعمة للبحث العلمي وحماية التراث في العالم العربي.
وتضمنت الجائزة أربعة أقسام؛ فازت هيئة الشارقة للآثار بالقسم الأول، فيما حصلت جمعية مياسم للثقافة والفنون في غزة على القسم الثاني. وتقاسم الباحث اليمني عبدالله محسن والدكتور المصري خالد سعد جائزة القسم الثالث المتعلق بدرء المخاطر عن المواقع الأثرية، بينما مُنح القسم الرابع للمهندس السوري طارق طلال عن مشروع إعادة إعمار مدينة حلب القديمة.
وأعرب محسن عن امتنانه لكل من ساند مسيرته العلمية، موجّهًا شكره للدكتور منير العريقي وللأستاذ محمد سبأ الذي استلم الجائزة نيابة عنه، مؤكداً أن حماية آثار اليمن "مسؤولية جماعية" تستدعي مشاركة واسعة من المجتمع والمؤسسات.
ويُعد عبدالله محمد محسن من أبرز الأصوات اليمنية المدافعة عن التراث خلال سنوات الحرب، إذ عمل على توثيق الانتهاكات التي طالت المواقع التاريخية، وكشف عمليات التهريب والاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية اليمنية. كما اشتهر بمتابعة القطع المنهوبة في المزادات العالمية وتقديم بلاغات ساهمت في استعادتها أو منع بيعها.
ويمتلك محسن خبرة واسعة في قراءة النقوش والمخطوطات وتحليل أصول المكتشفات الأثرية، ما جعله مرجعًا بارزًا للباحثين والمهتمين بتاريخ اليمن القديم. وقد أسهم عبر عشرات الدراسات والمقالات في رفع الوعي بقيمة التراث اليمني، وتسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالمدن التاريخية خلال الصراع.
ويمثل هذا التكريم اعترافًا عربيًا بدوره الريادي كأحد “حراس الذاكرة اليمنية”، ورسالة تقدير لمسيرة حافلة كرّسها لخدمة الإرث الحضاري لليمن، مؤكدًا عبرها أهمية الجهد الفردي في حماية التاريخ المشترك للأجيال.