آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-08:08م
فن

بدوي يعانق المحضار والشّحر تحتضن شبام

السبت - 22 نوفمبر 2025 - 06:55 م بتوقيت عدن
بدوي يعانق المحضار والشّحر تحتضن شبام
كتب / رياض باسلامه

بدعوة كريمة من الهيئة الإدارية لمنتدى بدوي زبير للموسيقى والفنون يمّمت وجهي صوب سعاد الشحر لحضور فعاليات ذكرى اليوبيل الفضي (25 عاما) لرحيل جوهرة الطرب بدوي زبير الذي أقيم خلال الفترة من يوم الثلاثاء 18 نوفمبر وحتى الخميس 20 نوفمبر 2025م.


لقد كان اختيار مدينة الشحر لاحتضان تلك الفعالية إختيارا موفّقا يُحسَب للقائمين على تنظيم الفعالية نظرا لما تحتله هذه المدينة في قلب بدوي زبير وقد لمست حب تلك المدينة واهلها له وكأنّه أحد ساكنيها الدائمين حيث اختلط الفقيد بالمجتمع الشحري ونسج معهم علاقات اجتماعية متينة.


برنامح الفعالية كان حافلا ومتنوّع الفقرات فبدأ في اليوم الأول الثلاثاء بلحظة عناق العملاقين حسين أبوبكر المحضار وبدوي زبير حيث احتضن متحف المحضار معرضا للصور والمقتنيات الخاصة للفنان الراحل بدوي زبير وانتهى اليوم الأول بإقامة سمر رقصة الزربادي الذي أقامه المبدع أكرم محيسون وفرقته الرائعة.


اما في اليوم الثاني الأربعاء فكان للشوّاني حضوره حيث أقيمت السريّة والسمر على ايقاعات ورقصات أعضاء عِدّة شبام للألعاب الشعبية وبمشاركة عدد من شعراء ساحل ووادي حضرموت.


تواصلت الفعالية في يومها الختامي الخميس بثلاث فعاليات متميزة بدأت صباحا بتدشين كتاب بدوي زبير إنسانا وفنانا للكاتب الأستاذ عيدروس محمد الحبشي وقد تمت طباعته بتمويل من مصنع الوطنية لتعليب وتغليف الأسماك وكأحد إصدارات مكتب الثقافة بساحل حضرموت وتضمّن الكتاب الذي يربو على 500 صفحة على الصفات الفنية والإنسانية التي تميّز بها بدوي زبير ومواقفه الطريفة وعلاقاته الإجتماعية وحبّه للناس وتقديم المساعدات الخيرية لهم وأقوالا لبعض أهل الفن من خارج الوطن وبعضا من أشعاره وملحقا لمجموعة مقالات تحدّثت عن الفقيد بدوي زبير.


كما كان للرياضة حضورها حيث احتضنت ساحة ملعب الشاحت بالشحر مباراة ودية جمعت بين نادي المدينة المستضيف سمعون وضيفه نادي شبام انتهت بفوز نادي سمعون بهدفين نظيفين تلاها تكريم الفريقين بكأسين ذهبيين باسم الفعالية.


لقد اختتمت فقرات الفعالية بالحفل الفني والخطابي الكبير الذي أقيم مساء نفس اليوم الخميس في قلب الساحة العامة لمدينة الشحر وعلى خشبة المسرح الذي صمّم خصيصا لتلك الفعالية وقدِّمت فيه العديد من الوصلات الغنائية شارك في تقديمها عدد من فناني ساحل ووادي حضرموت.


وقفات من وحي الذكرى والفعالية:

لقد تعرّض الفقيد بدوي زبير أثناء حياته لبعض الانتقادات التي تناولت بعض جوانب حياته الخاصة السلبية وأغفلت الوجه الآخر الإيجابي الذي حاول الفقيد جاهدا أن تكون خبيئة بينه وبين الله عز وجلّ وأحسب أن الكثير من أولئك المنتقدين قد عضّوا أصابع الندم بعد وفاة بدوي وظهور بعض أعماله الخيرية والإنسانية ولسان حالهم يقول "لقد ظلمناك" بعد أن تناسوا أن خدمة الناس وحسن معاملتهم هي من يرفع قدر الإنسان فالدّين المعاملة ولنتوقّف جميعا عن محاسبة الناس فالله حسيبهم.


كما نتوجّه بالشكر والتقدير والعرفان لكل من دعم وساهم ماديا أو معنويا كان بشكل رسمي أو شعبي داخلي أم خارجي ولا أحب ذكر أسماءهم خشية نسيان أحد كما أن هناك من الرجال المخلصين الذين يعملون بصمت ومن وراء الكواليس وبدون ضجيج أو شهرة ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا.


أخيرا نتمنى أن نرى قريبا مشروع "متحف الفنان بدوي زبير" مجسّدا على أرض الواقع كصرح ثقافي شبامي شامخ يعرض جميع مقتنيات الفقيد ويحفظها من السرقة والضياع ويروي للأجيال من هو بدوي زبير تنفيذا لطلب أسرة الفقيد الذي جاء على لسان الإعلامي الأستاذ علوي بن سميط في كلمته التى وكله بها أبناء الفقيد بدوي في حفل اشهار الكتاب؛ وكفانا من تهميش (بدوي) حيّا وميّتا.

ولايسعني في الختام إلا الدعاء للفقيد بدوي زبير بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.




الشاعر رياض باسلامه

باحث ومهتم في توثيق الدان الحضرمي