سلّط الإعلامي اليمني علي صلاح أحمد الضوء على أهمية الحلقة الأخيرة من بودكاست الصحفي بشير الحارثي التي استضاف فيها الأستاذ زيد الشامي، معتبرًا أنها حلقة أعادت التذكير بمحطات مفصلية من تاريخ اليمن الحديث، وقدمت شهادات ضرورية “حتى لا ننسى”.
وقال علي صلاح إن اللقاء أكد حاجة اليمنيين إلى أصوات تضع الحقائق أمام الجمهور بصدق ومسؤولية، وأن مهمة الإعلامي اليوم لا تقتصر على إدارة الحوار، بل تتجاوزها إلى استحضار الذاكرة الوطنية كي يتمكن المجتمع من التعامل مع المستقبل بنضج.
وأوضح أن ظهور الأستاذ زيد الشامي أعاده إلى معرفته القديمة به، وذكّره بشخصيته الوطنية “البسيطة، الودودة، الصادقة”، مؤكدًا أنه رغم موجة التحريض والتمييز التي فرضتها جماعة الحوثي على المجتمع، ظل الشامي “مواطنًا مخلصًا لجمهوريته، رافضًا لكل أشكال الاصطفاء والتسلط”.
وأشاد علي صلاح بأداء الإعلامي بشير الحارثي، الذي قال إنه يزداد تمكنًا من أدواته المهنية “بهدوئه وحياده وقدرته على جعل الضيف يتحدث بلا تكلّف”، معتبرًا أن البعض يخلط بين الحوار المهني وبين الرغبة في “مواجهات استعراضية على طريقة الاتجاه المعاكس”.
وأشار إلى أن شهادة الشامي خلال اللقاء كانت “إدانة واضحة لما وصفه بالموقف القبيح لرئيس الدولة حينها ومن سلّموا البلاد للحوثيين”، مؤكداً أن حديث الشامي عكس جزءًا مهمًا من تلك المرحلة الحرجة.
وطرح علي صلاح سؤالًا اعتبره الأكثر إيلامًا في نهاية اللقاء:
هل كان حزب الإصلاح شريكًا في ما آلت إليه الأمور حين استسلم للواقع عام 2014 تحت ذريعة تجنب نزيف الدم؟
وأضاف أن ما جرى بعدها في خمسة عشر عاماً كان “نزيفًا يفوق الخيال، خلّف مئات الآلاف من الضحايا، وملايين المشردين، وانهيار الدولة بالكامل”.
وفي ختام حديثه، وجّه علي صلاح شكره لضيف الحلقة قائلاً إن الأستاذ زيد الشامي “قدّم شهادة للتاريخ”، كما شكر بشير الحارثي على “اختيار الضيف وإدارة الحوار بحرفية عالية”، موجّهًا التحية لكل من يتابع مثل هذه البرامج بعقلانية وتجرد، لأنها — كما قال — “خدمة للتاريخ… ولكي لا ننسى”.
غرفة الأخبار / عدن الغد
مجتمع مدني
المفاوضات والحوارات أشكالها وأساليبها .. ندوة موسعة في منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي ...
