آخر تحديث :السبت-15 نوفمبر 2025-11:54م
أخبار وتقارير

فتحي بن لزرق يستعيد ذكريات صنعاء قبل الحرب: مدينة كانت تتجه للمستقبل ثم أعادتها الفوضى قرنًا إلى الوراء

السبت - 15 نوفمبر 2025 - 10:27 م بتوقيت عدن
فتحي بن لزرق يستعيد ذكريات صنعاء قبل الحرب: مدينة كانت تتجه للمستقبل ثم أعادتها الفوضى قرنًا إلى الوراء
عدن الغد/ خاص

استعاد الصحفي والكاتب فتحي بن لزرق ذكرياته عن مدينة صنعاء خلال زيارة أجراها عام 2010، واصفًا إياها بأنها كانت “مدينة تتنفس حضارة وتنمو من الداخل” قبل أن تتراجع بفعل الأحداث التي شهدتها البلاد بعد ذلك بعام واحد فقط.

وقال بن لزرق في نصٍ نشره ضمن وسم **#مدينة_في_قلبي** إنه زار صنعاء حينها بدعوة من منظمة دولية للتدريب الصحفي، وكان يمضي أمسياته مع أصدقاء بينهم ياسر يماني ومحمد ثابت وأبوبكر أحمد علي، متنقلاً بين مقاهي وأحياء العاصمة التي كانت – وفق تعبيره – “تشبه كتابًا مفتوحًا لكل اليمنيين”.

وأضاف أن صنعاء في تلك المرحلة كانت مليئة بالفعاليات الثقافية، والصحف، والمنظمات، ومعاهد اللغات، ومشاريع الشباب، مشيرًا إلى أنها كانت على وشك التحول إلى “مدينة لا تشبه إلا المستقبل لو أنها حصلت على عشر سنوات إضافية من الاستقرار”.

لكن بن لزرق أكد أن التحول جاء بعكس الاتجاه، إذ “أعيدت المدينة إلى الوراء بقوة الظلام خلال سنة واحدة فقط”، معتبرًا أن الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2011 ثم سيطرة الحوثيين لاحقًا، “سحبت صنعاء من مسارها الحضاري وأعادت أحلام أبنائها إلى نقطة الصفر”.

وأوضح أنه رأى لاحقًا أبناء صنعاء مشتتين بين العواصم، يحملون “ملفات لجوء مرئية وملفات وجع غير مرئية”، لافتًا إلى أن كثيرًا من الوجوه التي كانت تحلم بتغيير اليمن أصبحت تبحث عن ملاذ آمن خارج الوطن.

وتوقف بن لزرق عند ذكريات زيارة 2010، مؤكدًا أن المدينة “لا تزال تعيش في داخل كل من عرفها”، رغم ما أصابها من دمار وتراجع، مختتمًا بكلمات مؤثرة: “آه يا صنعاء.. يا وجعنا الكبير الذي لا يندمل.. يا مدينة كانت تربي الحلم ثم ذُبحت على عتبة الفوضى”.