باحث ومحلل سياسي يطالب المجلس الانتقالي بمصارحة الشعب والتحالف

قال الباحث والكاتب السياسي ثابت حسين صالح إن الأزمات المعيشية والخدمية في الجنوب تشهد تفاقمًا غير مسبوق، مؤكدًا أن المواطنين يواجهون أوضاعًا تزداد سوءًا منذ سنوات وسط غياب أي إجراءات حكومية حقيقية للتخفيف من معاناتهم.

وأوضح صالح أن الوعود التي قدّمها رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومات المتعاقبة بشأن تحسين الخدمات في ما تُسمّى بالمناطق المحررة “ذهبت أدراج الرياح”، معتبرًا أن الواقع على الأرض يؤكد تراجع مستوى الخدمات وتدهور الحالة المعيشية بصورة مقلقة.

وأشار إلى أن سياسات السلطة الشرعية أسهمت – بحسب تعبيره – في استمرار نفوذ الحوثيين، سواء من خلال الإبقاء على المؤسسات السيادية في صنعاء أو عبر ترك المجال مفتوحًا أمام التجار الشماليين للتحكم بملف الاستيراد والعمليات المالية والمصرفية، ما انعكس سلبًا على الوضع في الجنوب.

وأضاف الباحث أن محاولات وزراء ورجال أعمال جنوبيين لإحداث إصلاحات اقتصادية حقيقية تمت عرقلتها من قبل الحكومة تحت مبرر “التداعيات الإنسانية” للمناطق الشمالية، مؤكدًا أن ذلك شكّل عامل إعاقة لأي خطوات تهدف لتخفيف معاناة المواطنين في الجنوب.

وانتقد صالح ما وصفه بمحاولات “اختراق الاحتجاجات الشعبية وتوجيهها بعيدًا عن أهدافها”، مشيرًا إلى أن هناك جهات تسعى لتحميل المجلس الانتقالي مسؤولية أزمات لم يكن سببًا فيها، بدلًا من مواجهة جذور المشكلة.

كما حذّر من تصاعد الخطاب التحريضي بين مناطق الجنوب، مؤكدًا أنه الأخطر في هذه المرحلة نظرًا لقدرته على خلق انقسامات تهدد الأمن والاستقرار.

ودعا الباحث ثابت حسين صالح المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مصارحة شعب الجنوب والتحالف والرباعية بكل الحقائق، واتخاذ إجراءات فعّالة لمواجهة ما وصفه بـ“حرب الخدمات والمرتبات والعملة”، مؤكدًا أن الجنوبيين “يستحقون الدعم لا المعاقبة”.