شهدت المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في صنعاء مشهدًا غير مألوف، بعدما تحدّى أحد المختطفين عناصر المليشيا والقضاة التابعين لها أثناء جلسة محاكمته التي يواجه فيها تهمًا ملفقة بالتخابر والعمل لصالح "إسرائيل والولايات المتحدة".
وبحسب شهود عيان، وقف المختطف خلف القضبان موجّهًا كلامه للقضاة الحوثيين بصوت مرتفع قائلاً: "لسنا مخبرين.. سلموا مرتباتنا، سلّموا مرتبات الناس يا سرق"، في إشارة إلى انقطاع رواتب الموظفين منذ سنوات واحتجاز حقوق المختطفين.
وتستخدم المليشيا المحكمة الجزائية المنحلة لإصدار أحكام جاهزة ضد المعارضين والموظفين الذين طالبوا برواتبهم أو انتقدوا الوضع المعيشي، وسط مخاوف حقوقية من أن تُقدم على تنفيذ أحكام إعدام بحق عدد من المختطفين الموجودين في سجونها.
وقالت منظمات حقوقية إن هذه المحاكمات تفتقر لأبسط معايير العدالة والإجراءات القانونية، وإن تهم "التخابر" أصبحت أداة للانتقام من المعارضين، فيما يعاني المختطفون من التعذيب والإخفاء القسري وحرمانهم من التواصل مع أسرهم.
وتأتي الواقعة في ظل تزايد السخط الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة توقف الرواتب وسوء الأوضاع الاقتصادية وتنامي نفوذ القيادات الحوثية على حساب الموظفين والمواطنين.
