آخر تحديث :الأربعاء-12 نوفمبر 2025-07:40م
مجتمع مدني

هوامش من التذكار.. مقطع في رثاء أم ماجد

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - 05:47 م بتوقيت عدن
هوامش من التذكار.. مقطع في رثاء أم ماجد
((عدن الغد))خاص

كتب: أحمد مهدي سالم


بموت من أحب.. ومضات في حياتي انطفأت.. حياة تحس كأن ليس لها معنى، ولا مبنى.

تحول النهار ظلامًا، والليل نهارًا تدبُّ فيه الكائنات، وترقص في ظلاله المزايدات.

يستيقظ، من أعماق النفس، وحش الذكريات فيهجم على لحظات الصفاء، ويصبغ اللحظات والأماكن باللون الأسود الحزين، الذي معه تطلُّ عواصف الشوق، وتموجات الحنين لماضٍ ولَّى، ولن يعود.

ضحكات قديمة تزمجر في سمعي بصخب محبب، وارتياح لطيف تشعرك بقيمة جمال اللحظة السعيدة، الضحكة البريئة، أو الابتسامة اللطيفة التي ترتبط وجدانيًّا بالمكان الذي يسجل حضوره في الذاكرة، ويتربع على أكبر كراسيها.. حقًّا الذكريات وحش مفترس..

وتستوقفك الهموم والمصاعب والمصائب التي مرت بنا في سنوات شبابنا، أو في اكتمال نضوجنا كما نعتقده، أو نتوهمه.. أتذكر لحظات وقوفها معي بتآزر أنيق، جميل، ودعم معنوي عالٍ يخفف وقع المصاب، ويشحن النفس الكليلة بحماس فياض، ومشاعر متوقدة لتذليل قاسي الصعاب، وفظيع المصائب التي كنت أتوقع أن لا أخرج منها سالمًا، فأطلع من دهاليزها المعتمة مزهوًا بانتصار أراه شامخًا، وكائدًا المعتدين، الحقراء المجرمين الذين يبغون عثرة جوادي.. حاشا عليهم ما عثر؛ لكن بفراقِك القسري، ورحيلِك الأليم.. عثر جوادي، وتعثرت حياتي؛ لكني لا أزال أحاول، أقاوم، أنشط، أخفي تضعضعي، وأبدي تجلدي للشامتين أريهمُ أني لريب الدهر لا أتضعضعُ على قول أبي ذؤيب الهذلي.


( آخر الكلام)


وبكيت كالطفل الذليل أنا الذي … مالان في صعب الحوادث مقودي


-العقاد-