حضرموت – خاص
تشهد محافظة حضرموت أوضاعًا ميدانية متوترة مع تصاعد مظاهر الفوضى القبلية وانتشار نقاط التقطّع على الطرقات، خاصة في الخط الرابط بين المكلا والهضبة، وسط غياب واضح لدور الدولة وأجهزتها الأمنية.
الصحفي أمجد يسلم صبيح وصف في مقال له الحالة الراهنة بأنها “تحوّل خطير من منطق الحقوق إلى منطق الفوضى”، مشيرًا إلى أن المشروع القبلي الذي بدأ تحت لافتة “المطالبة بالحقوق” عبر ما يُعرف بـ حلف بن حبريش، انقلب تدريجيًا إلى حالة من التسيّب، حيث أصبحت كل قبيلة “دولة مصغّرة” تفرض جباياتها الخاصة تحت مبرر الحماية.
وأضاف صبيح أن الطريق من المكلا إلى الهضبة لم يعد طريقًا واحدًا، بل سلسلة من الحواجز التي تحولت إلى “مزادات مسلحة”، يُجبر فيها السائقون على دفع مبالغ مالية للمرور، ما انعكس سلبًا على حياة المواطنين ورفع أسعار السلع والخدمات.
وأكد أن أخطر ما تواجهه حضرموت اليوم هو ضعف هيبة الدولة أمام تصاعد نفوذ الجماعات القبلية المسلحة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع سيحوّل المحافظة إلى “خارطة من النقاط والمسلحين”، بدلاً من أن تكون نموذجًا للاستقرار.
واختتم صبيح تصريحه بدعوة صريحة إلى “نقطة نظام” تعيد التوازن بين القبيلة والدولة، وتضع حدًا للفوضى التي باتت تهدد الأمن المجتمعي، مؤكدًا أن الحقوق لا تُنتزع بالتقطّع، ولا تُصان الكرامة بالفوضى.
