حذّر الصحفي والباحث السياسي سامي الكاف من خطورة تضارب المفاهيم حول معنى "الوطن" داخل الخطاب الصادر عن أطراف يفترض أنها تنتمي إلى جبهة الشرعية في اليمن، معتبرًا أن هذا التعدد في التعريفات لا يضعف الخطاب فحسب، بل ينسف جوهر المشروعية التي تستند إليها تلك الجبهة.
وقال الكاف في تصريح له، إن الغموض في المفاهيم السياسية يؤدي إلى التباس في المواقف ويحول دون بناء توافقات صلبة، مشيرًا إلى أن استمرار هذا الغموض قد يقود إلى تصدعات أكثر عمقًا داخل مؤسسات صنع القرار، كما ظهر في بيان مجلس القيادة الرئاسي الصادر في 18 سبتمبر 2025، والذي تناول تفاصيله في مقال سابق نُشر في صحيفة إندبندنت عربية.
وأكد الكاف أن إعادة الاعتبار لمفهوم "الوطن" كفكرة جامعة، تتطلب أولًا إعادة تعريفه ضمن إطار سياسي وقانوني ودستوري واضح لا لبس فيه، وثانيًا مساءلة الخطابات السياسية التي توظفه بوعي أو بلا وعي لخدمة مصالح متباينة.
وختم بالقول إن مستقبل الدولة اليمنية واستدامة أي حل سياسي شامل وعادل، مرهونان بوضوح المفاهيم، لا بتكرار الشعارات.