شهدت ساحة العروض في العاصمة المؤقتة عدن، صباح اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025م، وقفة احتجاجية حاشدة نظمها عشرات المعلمين النازحين من أبناء محافظة البيضاء، للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقفة منذ عشرة أشهر، وإنقاذ أسرهم وأطفالهم من الجوع والمعاناة المستمرة.
وتوافد المعلمون المحتجون إلى ساحة الوزارة من مختلف مديريات عدن، بينها البريقة، التواهي، الشيخ عثمان، المنصورة، العريش، الممدارة، إلى جانب مخيمات النازحين في دار سعد والبساتين والشعب، إضافة إلى معلمين نازحين من محافظات أبين ولحج ويافع، ممن شتّتهم نزاع 2015م وجمعهم اليوم الفقر والحرمان.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتاتٍ عبّروا فيها عن غضبهم واستيائهم من تجاهل معاناتهم، مؤكدين أنهم أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن وتربية الأجيال لعقود طويلة، ليجدوا أنفسهم اليوم عاجزين عن توفير أبسط احتياجات أسرهم. وظهرت علامات التعب والشيب على كثير منهم، بينما ارتجفت أقدامهم من الجوع والإنهاك، بحسب ما رصده مراسلنا.
وردد المعلمون هتافات تطالب بسرعة صرف مرتباتهم الموقوفة منذ مطلع عام 2025م، مشيرين إلى أن توقف الرواتب دفع العديد من الأسر إلى حافة الجوع والعوز، وتسبب في مآسٍ إنسانية متفاقمة بين صفوف النازحين والمعلمين المسنين.
ودعا المحتجون في بيانٍ صدر عن الوقفة، جميع وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة في عدن، وكذلك اللجنة الرباعية والتحالف العربي، إلى التدخل العاجل وإنصاف المعلمين بصرف مستحقاتهم المتأخرة بالعملة الصعبة كما كانت قبل الحرب، محملين الجهات الحكومية المتعاقبة مسؤولية العبث ببند الرواتب وتحويلها إلى مبالغ زهيدة لا تكفي للعيش الكريم.
وأشار المحتجون إلى أن رواتبهم كانت قبل الحرب تتجاوز ألف ريال سعودي، لكنها اليوم لا تتعدى 100 إلى 200 ريال سعودي فقط، مؤكدين أن هذا التدهور المالي دمّر مستقبلهم وأفقدهم القدرة على إعالة أسرهم التي تواجه خطر الجوع والموت يومياً.
واختتم المعلمون وقفتهم بمناشدة عاجلة إلى الحكومة والجهات المعنية بسرعة التحرك لإنهاء معاناتهم التي طال أمدها، وصرف رواتبهم المتأخرة بشكل عاجل ومنتظم، تقديراً لدورهم التربوي والإنساني الكبير في خدمة الأجيال