آخر تحديث :الأحد-02 نوفمبر 2025-03:13ص
مجتمع مدني

كوادر أبين تجتمع في منتدى مجتمعي لتشخيص واقع المحافظة ووضع حلول للأزمات

السبت - 01 نوفمبر 2025 - 10:48 ص بتوقيت عدن
كوادر أبين تجتمع في منتدى مجتمعي لتشخيص واقع المحافظة ووضع حلول للأزمات
ابين (عدن الغد) خاص

شهدت محافظة أبين، يوم الجمعة، فعاليات منتدى مجتمعي ضم نخبة من الكوادر والشخصيات الفاعلة من مديريتي زنجبار وخنفر، في خطوة تهدف إلى تفعيل دور المجتمع في معالجة القضايا الملحة التي تواجه المحافظة.

وتنوع الحضور بين شخصيات سياسية واجتماعية، وأكاديميين، وإعلاميين، وأطباء، وموظفون، ونشطاء في المجتمع المدني، في تجمع أُقيم بدافع الغيرة على صورة أبين وسمعتها، ورداً على الرسائل السلبية التي تناولتها مؤخراً، وفقاً للمنظمين.

*تشخيص الواقع.. ومطالبات بدور مجتمعي فاعل* دارت جلسات المنتدى حول تشخيص واقع محافظة أبين المأزوم، وبحث السبل الكفيلة بمساهمتها في إيجاد معالجات للهموم والمعاناة التي تخيم على المحافظة، لا سيما في الملفات الأمنية ومختلف القطاعات.

وركزت النقاشات على ضرورة قيام المجتمع بدوره، سواء من خلال تقديم المشورة والنصح للسلطات المحلية، أو من خلال ممارسة حقه القانوني والدستوري في الضغط على هذه السلطات والمؤسسات المركزية في العاصمة المؤقتة عدن، لإيجاد حلول عاجلة للعديد من الملفات العالقة.

*الصلاحي: المركز "معيق" و"معرقل لجهودالسلطةبالمحافظة".. وأبين دفعت ثمناً باهظاً* وفي كلمة مهمة خلال المنتدى، سلط الأخ عبد المجيد الصلاحي، مدير عام مكتب الاستثمار _ مستشار محافظ أبين، الضوء على أوضاع المحافظة مُفصلاً.

وأعطى الصلاحي لمحة موجزة عن دور السلطات المحلية بالمحافظة في معالجة العديد من القضايا والاختلالات، مشيراً إلى جملة الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، على رأسها عدم إبداء أي تعاون من قبل المركز ( الحكومة) في كثير من القضايا، بل واصفاً المركز بأنه أصبح معيقاً ومعرقلًا لجهود السلطة المحلية بالمحافظة.

وأوضح الصلاحي على أن محافظة أبين خلال مراحل الصراعات السياسية دفعت أثماناً باهضة، قائلاً: "يكفي أبين ما قدمته ودفعته من ثمن من دم أبنائها وقادتها ورجالها، وما قوبلت به من إهمال.. وآن الأوان لأن تحصل أبين على كامل حقوقها".

*إجماع على أن الأزمات "مصدرة من الخارج"* وتوافق المشاركون في المنتدى على تشخيص رئيسي مفاده أن معاناة أبين بدرجة رئيسة هي قضايا ومشاكل مصدرة إلى أبين من خارجها.

وأكدوا أن دوائر خارجية وجدت في تباينات أبناء أبين وخلافاتهم فرصة سانحة لمحاولة اختراق المجتمع وغرس روح الصراع بين فئاته وأبناء المناطق وكان ابرزها التدخل في عرقلة القرارات الداخلية لقيادات المحافظة، بل ومحاولة زرع روح الفتنة مع أبناء المحافظات الأخرى.

*مكمن الحل: الوعي المجتمعي والاصطفاف الداخلي* ورأى المجتمعون أن مكمن الحل للخروج من هذه الدوامة يتمثل في تنمية الوعي المجتمعي، وتعزيز وتقوية الاصطفاف الداخلي، ونبذ روح الفرقة، وعدم استجرار صراعات الماضي التي خلقت شروخاً مجتمعية.

*أبرز القضايا المطروحة على طاولة النقاش:

1. الأمن والاستقرار: طالب المشاركون بخلق استقرار أمني وإنهاء حالة الانقسامات الأمنية التي تعيشها المحافظة، مع ضرورة تفعيل دور أجهزة الأمن. وأكدوا على تقديم من يتم ضبطهم على ذمة قضايا أمنية إلى أجهزة القضاء بعيداً عن أي محسوبيات أو اعتبارات غير قانونية.

2. الخدمات الأساسية: تطرق النقاش إلى معاناة المواطنين من انقطاع المياه والكهرباء لأيام عدة، مطالبين السلطة المحلية بالتدخل عندما تعجز الحكومة عن توفير وقود لمحطات التوليد في المحافظة وفقا والامكانات، أسوة بما يحدث في بعض المحافظات الأخرى.

3. الجبايات غير القانونية: حضر موضوع الجبايات غير القانونية بقوة في النقاش، حيث شكا المشاركون من أن أبناء أبين لا يستفيدون من حجم المبالغ التي تُجبى يومياً. وأشاروا إلى أن الجبايات تستفيد منها فقط قيادات أمنية وجزء بسيط للسلطة المحلية بالمحافظة لافتين أن هذه الجبايات خلقت خلافات بين قيادات الوحدات الأمنية وأن هذه الظاهرة خلقت سمعة سيئة للمحافظة عبر ما يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، لافتين إلى كثرة النقاط الأمنية والتقطعات وابتزاز أصحاب سيارات النقل. وميّزوا بين الوضع في أبين وباقي المحافظات، حيث تجرى الأخيرة تحصيل الجبايات غير القانونية بطرق غير مثارة إعلامياً.

4. الحلول والمطالبات: دعا المشاركون إلى تنفيذ قرار مجلس القيادة الرئاسي بوقف الجبايات غير القانونية بشكل فوري وحازم، مع ضرورة توريد ما هو رسمي إلى البنك المركزي بإيصالات رسمية لضمان الشفافية والمحاسبة.

يأتي هذا المنتدى كأحد التجسيدات العملية لمحاولات أبناء المحافظة لتحريك المياه الراكدة، والضغط من أجل إنهاء حالة الإهمال التي تعاني منها أبين، والانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة العمل الجماعي المنظم لمعالجة قضاياهم.