دافع توني كروس، نجم ريال مدريد، عن زميله السابق في الميرنجي، البرازيلي فينيسيوس جونيور، بعد الجدل الذي أثاره رد فعله عقب استبداله في الكلاسيكو الأخير أمام برشلونة، مؤكدا أن ما حدث نابع من مشاعر حماسية طبيعية.
ووفقا لصحيفة "آس" الإسبانية، تحدث كروس من ألمانيا عن الواقعة، موضحا أنه يتفهم غضب فينيسيوس رغم أنه لا يوافق على مغادرته إلى غرفة الملابس فور استبداله، وأن مثل هذه المواقف يصعب الحكم عليها من الخارج.
وقال كروس: "عندما تقدم مباراة استثنائية، خاصة في لقاء مثل هذا، فمن الطبيعي ألا تكون سعيدا عند استبدالك. أنا أيضا لم أكن أحب أن يتم تغييري أبدا. لكن بصراحة، لم أغادر غرفة الملابس مباشرة بعد التبديل".
وأوضح: "من السهل الحكم من الخارج، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن من يكون في الملعب وسط 80 ألف متفرج ومع نتيجة 2-1، لا يريد سوى الاستمرار في اللعب. لا يمكن لأحد أن يحكم على تلك المشاعر أو يتخيلها، ومعظم من ينتقد لا يضع نفسه في هذا الموقف".
وتابع النجم الألماني: "ما حدث لن يؤثر على العلاقة بين فينيسيوس ومدربه تشابي ألونسو، حيث إن الأخير، بحكم كونه لاعبا سابقا، سيتفهم الموقف جيدا".
وأمضى: "ربما كان يمكنه أن يكبح غضبه قليلاً، وأنا أتفهم انفعاله، لكن كما أظهرت الصور، طريقة التعبير لم تكن المثالية. رغم ذلك، يجب أن نضع في الحسبان أن الموقف كان عاطفيا واستثنائيا للغاية. لقد عشت مثل هذه اللحظات كثيرا، لذلك لا يجب أخذ كل شيء بجدية مفرطة. المدربون عادة لا يفعلون ذلك، خصوصا أولئك الذين كانوا لاعبين".
واختتم كروس حديثه بالإشادة بالفريق الملكي بعد فوزه في الكلاسيكو، قائلاً: "أنا سعيد جدا بفوز ريال مدريد، لقد كان انتصارا مستحقا. الفريق استغل أداء برشلونة بشكل جيد، وكان من الممكن أن تكون النتيجة أكبر في الشوط الأول. ريال مدريد خاض المباراة بذكاء كبير من خلال استغلال إمكانيات لاعبيه".
انفجار مكرر
كان النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور أبدى غضبه العلني من مدربه تشابي ألونسو، عقب استبداله في الدقيقة 70 من الكلاسيكو إذ لم يُخفِ جناح الفريق استياءه واحتج على القرار بالإيماءات والكلمات، قبل أن يغادر أرض الملعب متجها مباشرة إلى غرف الملابس دون الجلوس على مقاعد البدلاء التي عاد لها بعد دقائق.
وجاءت لحظات التوتر في الدقائق الأخيرة من الكلاسيكو عندما قرر ألونسو سحب فينيسيوس وإقحام رودريجو بدلاً منه، وهي الخطوة التي فاجأت اللاعب وأثارت غضبه الشديد، في مشهد من المتوقع أن يثير الكثير من الجدل في الأسابيع المقبلة.
وأشارت التقارير إلى أنه ما إن رأى فينيسيوس رقمه على لوحة الحكم الرابع حتى بدت عليه علامات الصدمة وعدم التصديق، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب غاضبا، دون أن يتبادل التحية مع مدربه.
واختار ألونسو تجاهل الموقف تماما، مركزا نظره على الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء فينيسيوس لتهدئته. اللاعب البرازيلي لم يجلس على الدكة في البداية، وغادر مباشرة إلى غرف الملابس، قبل أن يعود لاحقا بعد دقائق قليلة بوجه متجهم وملامح غاضبة.
وأثناء خروجه، لم يتمالك فينيسيوس أعصابه وصرخ غاضبا مرددا عبارة نابية بها إهانة مباشرة لألونسو وتحمل دلالات قوية على الغضب والإحباط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها فينيسيوس استياءه من قرارات مدربه بشأن التبديلات، إذ اعتاد ألونسو استبداله في توقيتات مبكرة أكثر من مرة، وهو ما جعله يشعر بالاستهداف.
وأوضحت "سبورت" أن فينيسيوس ظهر يكرر باستغراب: "أنا؟ أنا؟" وكأنه لا يصدق أنه من سيغادر مجددا، في وقت بدأت فيه علامات التوتر تظهر داخل غرفة الملابس بسبب الفارق في معاملة ألونسو له مقارنة بزميله كيليان مبابي، الذي نادرا ما يُستبدل.
وفي لقطات إضافية بثّتها قناة "DAZN"، ظهر فينيسيوس وهو يصرخ قائلاً: "دائماً أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل"، بينما التُقطت مشاهد لألونسو يرد عليه بوجه جاد قائلاً: "هيا يا فيني، اللعنة!" في إشارة واضحة لغضبه من تصرف اللاعب.
توتر طبيعيى.
لم يخل المؤتمر من الأسئلة المثارة حول غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، إلا أن ألونسو تعامل مع الأمر بهدوء: "خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد فقدان التركيز عن النقاط المهمة، هناك لاعبين يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة".
ورغم تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضل ألونسو عدم التوسع في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو: "هذا طبيعي، في كل كلاسيكو يحدث الكثير وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود، طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية فلا يوجد ما يدعو للقلق".