تستعد شركة «فلاي عدن» لإطلاق أولى رحلاتها الجوية المنتظمة بين مطار عدن الدولي ومطار القاهرة الدولي يوم غدٍ الإثنين، في خطوة تُعدّ تحولًا نوعيًا في مسار النقل الجوي اليمني، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح والتواصل بين اليمن والعالم العربي بعد سنوات من الركود والعزلة الجوية.
هذه الخطوة التي تأتي بعد جهود حثيثة من القائمين على الشركة بالتنسيق مع الجهات المختصة في البلدين، تمثل — بحسب المراقبين — ولادة أفقٍ جديد للطيران اليمني، ورسالة أمل للمواطنين الذين أنهكتهم صعوبات السفر وتقطّع الرحلات. كما تعكس الرغبة الجادة في إعادة بناء الثقة بقطاع الطيران الوطني وإعادته إلى مكانته الطبيعية في الإقليم.
🔹 عودة الروح إلى سماء اليمن
تؤكد إدارة “فلاي عدن” أن تدشين خط القاهرة – عدن يأتي ضمن خطة تشغيل استراتيجية تستهدف تنشيط الحركة الجوية الدولية من وإلى اليمن، واستعادة موقع البلاد الطبيعي كمحور طيران إقليمي يربط بين آسيا وإفريقيا والعالم العربي.
وستُسير الشركة رحلات يومية منتظمة لتسهيل تنقل المواطنين والطلبة والمرضى والمقيمين، وتخفيف معاناتهم مع السفر البري الطويل والمكلف، إلى جانب توفير خيارات سفر مرنة ومريحة للمسافرين العرب والدوليين.
🔹 أسطول حديث ومعايير عالمية
تعتمد “فلاي عدن” على أسطول من طائرات “إيرباص” الحديثة المزودة بأحدث أنظمة الملاحة والسلامة الجوية، وبمعايير خدمة تضاهي الشركات الإقليمية الكبرى.
كما تولي الشركة اهتمامًا خاصًا بتجربة الركاب داخل المقصورة من خلال تقديم وجبات متنوعة ومقاعد مريحة، وتدريب طواقمها على خدمة المسافرين وفق أعلى المعايير المهنية.
وأكدت الإدارة أن التزامها بمواعيد الإقلاع والوصول سيكون أولوية لضمان موثوقية الشركة وثقة المسافرين.
🔹 خطة توسعية طموحة
وضمن استراتيجيتها المستقبلية، تسعى “فلاي عدن” إلى توسيع شبكة وجهاتها خلال الأشهر المقبلة، لتشمل الرياض، جدة، دبي، والدوحة، إضافة إلى خطوط داخلية تربط عدن بالمكلا وسيئون وسقطرى.
وتطمح الشركة إلى تحويل مطار عدن الدولي إلى مركز إقليمي للنقل الجوي، يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنشيط السياحة والاستثمار، ويمكّن اليمن من استعادة دوره الطبيعي في الربط بين العواصم العربية.
🔹 الربط بين مصر واليمن.. أكثر من رحلة طيران
لا تمثل هذه الخطوة مجرد افتتاح خط جوي جديد، بل هي تجسيد للعلاقات التاريخية بين اليمن ومصر، وتعزيز للتكامل العربي في مجالات النقل والسياحة والتجارة.
فالقاهرة تُعد وجهة رئيسية لليمنيين، سواء للدراسة أو العلاج أو العمل، وعودة الرحلات المباشرة إليها ستسهم في تخفيف الضغط النفسي والمعيشي على آلاف الأسر اليمنية المقيمة في مصر.
🔹 تحول رقمي وتجربة حجز حديثة
واكبت الشركة تدشين رحلاتها بإطلاق منصتها الإلكترونية الحديثة للحجز والدفع عبر الإنترنت، لتسهيل عملية شراء التذاكر، وتقديم خيارات دفع متعددة وآمنة، بما يواكب التطور التكنولوجي العالمي في صناعة الطيران.
كما أطلقت تطبيقًا إلكترونيًا لتوفير خدمة العملاء على مدار الساعة، ومتابعة الرحلات وإجراء التعديلات إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة مكاتب السفر.
🔹 آمال كبيرة وثقة متجددة
يترقب المواطنون في الداخل والخارج انطلاق الرحلات الأولى لـ”فلاي عدن” كإشارة واضحة على بدء تعافي قطاع الطيران اليمني، وعودة الثقة بالقدرات الوطنية.
ويؤكد المراقبون أن نجاح هذه الخطوة سيشكّل دافعًا لعودة الشركات العربية والعالمية إلى الأجواء اليمنية، ويمهد الطريق أمام مرحلة من الاستقرار الجوي والاقتصادي الذي يحتاجه اليمن بشدة.
وتحمل “فلاي عدن” شعارها “نُحلّق نحو الأمل”، وهو شعار لم يأتِ مصادفة، بل يعكس إرادة التحدي لدى القائمين عليها لإعادة اليمن إلى خارطة الطيران العربي، وإثبات أن من بين ركام الحرب ما زالت هناك إرادة تبني وتنهض.
غرفة الأخبار / عدن الغد