علق أندريس إنييستا، أسطورة برشلونة، على التصريحات النارية التي أطلقها لامين يامال، نجم الفريق الكتالوني، قبل أيام من مواجهة ريال مدريد في كلاسيكو الدوري الإسباني.
ويحتضن ملعب سانتياجو برنابيو، معقل ريال مدريد، مباراة الكلاسيكو الأولى هذا الموسم، يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الليجا.
ويدخل البارسا الكلاسيكو وهو في المركز الثاني برصيد 22 نقطة، متأخرا بفارق نقطتين عن ريال مدريد المتصدر.
وقبل الكلاسيكو بثلاثة أيام، حل يامال ضيفا على بث مباشر بتطبيق "تويتش"، مساء أمس الخميس، وقد أهان فيه ريال مدريد بتصريح ساخر، قائلا: "نعم، ريال مدريد يسرق ثم يشكو طوال الوقت".
وحاول الصحفي الإسباني، جيرارد روميرو، إيقاف النقاش في محاولة لاحتواء الموقف، لما ستحمله كلمات يامال من ضجة واسعة في إسبانيا
لكن الضجة استمرت صباح اليوم الجمعة، حيث قال إيدو أجيري، الصحفي الإسباني الشهير ببرنامج "إل شيرنجيتو": "لامين يامال لا يدرك من يمثل، ولا يدرك ماذا يقول، إنه لا يقدر أنه لاعبا لبرشلونة ومنتخب إسبانيا في سن 18 عاما".
وأضاف: "إنه يظن أنه ملك كرة القدم، فمن غير المقبول أن يصرح لاعب ويتهم المنافس بالسرقة، ولا يهم إن قال ذلك في بث مباشر مع زملائه، فهو يظن أنه فوق الجميع، وفوق الخير والشر".
تعليق إنييستا
عندما سُئل إنييستا عن انتقاد لامين يامال لريال مدريد قبل ساعات من المباراة، لم يتردد الأسطورة الإسباني في القول: "إنه تعليق لإضافة بعض الإثارة إلى الكلاسيكو"، لكنه أوضح أن المهم هو ما يحدث على أرض الملعب، وليس التصريحات قبل المباراة.
وأضاف إنييستا، في تصريحات نشرتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية: "بغض النظر عن التعليقات أم لا، ستكون مباراة مذهلة، سنرى ما سيحدث".
وتابع: "دائما ما تُعطى أهمية كبيرة لما يُقال، خاصة قبل مباراة كهذه.. أنا أيضا لستُ مُطّلعا على الأخبار، سيقول البعض إنها مجرد إحماء للمباراة، بينما لن يُعجب البعض الآخر، لكن ما يهم حقا هو ما يحدث خلال تلك الدقائق الـ90".
وأردف: "الكلاسيكو يتجاوز أي تعليق من أي لاعب أو رئيس أو مدير.. بالنسبة لي، الكلاسيكو هو أهم مباراة على الإطلاق".
ولم يرد إنييستا تقديم أي نصيحة لمواطنه في هذا الشأن، مُكتفيًا بإضافة أنه: "إذا رأى النادي أنه لا يُبلي بلاءً حسنًا، فأعتقد أن هذه أمور سيُناقشونها داخليًا".
يامال المثير للجدل
منذ أن ظهر يامال بقميص برشلونة وهو لم يتجاوز الـ16 من عمره، خطف الأنظار بموهبته الفريدة وسرعته في المراوغة وقدرته على تغيير ملامح المباريات في لحظة، لكن ما يثير الانتباه أكثر من تألقه هو الجدل المستمر الذي يرافقه داخل وخارج الملعب، وهي أمور تبدو مبكرة على كل هذا الصخب.
ففي الملعب، يُتهم يامال أحيانا بـالمبالغة في المراوغات الفردية والاحتفاظ بالكرة على حساب اللعب الجماعي، وهو ما أثار انتقادات من بعض زملائه القدامى وحتى جماهير برشلونة التي تطالب النجم الصاعد بمزيد من النضج التكتيكي.
كما دخل في أكثر من مشادة لفظية مع لاعبين منافسين، أبرزها خلال مباريات الكلاسيكو، حيث ظهرت شخصيته الحادة التي تجمع بين الثقة الزائدة والاندفاع الشبابي.
أما خارج المستطيل الأخضر، فقد أثار اللاعب جدلًا بتصريحاته الجريئة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليقاته التي فسّرها البعض على أنها تلميحات استفزازية تجاه خصوم برشلونة ومنتخب إسبانيا، بالإضافة إلى تداول صور له في مواقف أثارت تساؤلات حول مدى تركيزه على مسيرته الاحترافية في هذه السن المبكرة.
ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن امتلاك يامال إمكانيات فنية هائلة، تجعله مشروع نجم عالمي إذا أحسن توجيه موهبته، فالمدرب الألماني هانز فليك يحاول من جهته احتواء اللاعب ومنحه المساحة للتعبير عن نفسه دون أن يتحول إلى عبء إعلامي أو سلوكي على الفريق.
في النهاية، تبقى قصة لامين يامال مثالًا كلاسيكيًا على الصراع بين الموهبة والضغوط المبكرة، فهو لاعب يملك كل مقومات النجاح، لكن الحفاظ على اتزانه خارج الملعب قد يكون التحدي الأكبر في طريقه نحو المجد.
بيدري اللاعب الأكثر تميزًا
في سياق آخر، أشاد إنييستا بلاعب الوسط الشاب بيدري، الذي وصفه بأنه "اللاعب الأكثر تميزًا" هذه الأيام، وأعرب عن ثقته في قدرته على مواصلة التطور كلاعب لتحقيق المزيد من النجاح لبرشلونة.
وعن مقارنة بيدري به، قال: "بيدري هو بيدري.. في عصرنا، دائما ما تُقارن الأمور، لكنه يشق طريقه بموهبته ومكانته في برشلونة والمنتخب الوطني".
واختتم: "بالنسبة لي، هو اللاعب الأكثر تميزا، وفقا لما أفهمه كلاعب كرة قدم.. أريده فقط أن يواصل هذا المسار التصاعدي، والذي سيكون بلا شك مفيدا جدا لبرشلونة".