آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-11:54م
أخبار وتقارير

الحوثيون يقتحمون مسجد سعوان بصنعاء ويواصلون حربهم ضد بيوت الله

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - 09:08 م بتوقيت عدن
الحوثيون يقتحمون مسجد سعوان بصنعاء ويواصلون حربهم ضد بيوت الله
صنعاء((عدن الغد))خاص

في خطوة جديدة من مسلسل الانتهاكات الحوثية ضد المساجد ودور العبادة، أقدمت ميليشيا الحوثي على اقتحام جامع السنة في حي سعوان بالعاصمة صنعاء، في حادثة أثارت موجة غضب واسعة في الشارع اليمني وعلى منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #الحوثي_يقتحم_مسجد_سعوان.


وقال شهود عيان إن مسلحين حوثيين داهموا المسجد بعد صلاة العشاء، واعتدوا على القائمين عليه، قبل أن يطردوا المصلين ويغلقوا المسجد بالقوة، وسط انتشار أمني مكثف في محيط المنطقة. وبحسب المصادر، فإن الجماعة بررت اقتحامها بادعاءات واهية تتعلق بـ”تغيير خطبة الجمعة” و”التحريض ضد المشروع القرآني”، في حين يؤكد الأهالي أن المسجد كان يُدار منذ سنوات من قبل خطيب معروف باعتداله وبعده عن الصراعات السياسية.


يأتي هذا التصعيد الحوثي بالتوازي مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة، ومع خسارة الجماعة لأبرز أوراقها في مواجهة الغضب الشعبي المتنامي ضدها في مناطق سيطرتها، إذ تحاول من خلال هذه الخطوات صرف الأنظار عن إخفاقها الداخلي وترجمة توجيهات زعيمها الإرهابي عبدالملك الحوثي الذي كثف مؤخرًا خطاباته التحريضية الطائفية.


ولم يقتصر التصعيد الحوثي على العاصمة صنعاء، إذ شهدت محافظة ذمار واقعة مماثلة عندما اقتحم مسلحون تابعون للجماعة مركزًا لجماعة محمد الإمام السلفية في منطقة زراجة بمديرية الحداء، في إطار حملة استهداف ممنهجة تطال كل المراكز السلفية والمساجد التابعة لأئمة من أهل السنة.


ويقول مراقبون إن الحوثيين ينقلون ما يصفونه بـ”معركتهم مع إسرائيل” إلى الداخل اليمني، وتحديدًا إلى المساجد، في الوقت الذي لم تطلق فيه الجماعة رصاصة واحدة باتجاه تل أبيب، بينما تواصل حملات الملاحقة والاعتقال ضد العلماء والدعاة في صنعاء وذمار وإب وصعدة، ضمن حربها المسعورة على بيوت الله ودور تحفيظ القرآن الكريم.


وتكشف التقارير الحقوقية عن حجم الانتهاكات المروّعة التي ارتكبتها الميليشيا بحق رجال الدين ودور العبادة، إذ وثّقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أكثر من خمسة آلاف جريمة منذ انقلاب الحوثيين عام 2014، شملت إغلاق عشرات المساجد وتحويلها إلى مراكز تعبئة طائفية وساحات تحشيد عسكري ومعسكرات اعتقال، بل وحتى مواقع لإقامة رقصات “البرع” في مشهد أثار استياءً واسعًا بين اليمنيين.


ما جرى في مسجد سعوان ليس سوى حلقة جديدة في مسلسلٍ طويلٍ بدأ من دماج عام 2013 حين أطلقت جماعة الحوثي أول رصاصاتها ضد السلفيين، ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف الحرب على المساجد والعلماء وطلاب العلم، بل اتسعت رقعتها لتشمل كل ما يمثل صوت الاعتدال أو يخالف أيديولوجيا الجماعة المستوردة من طهران.


ويحذر ناشطون من أن ما تتعرض له المآذن في صنعاء وذمار من تدنيسٍ وانتهاكٍ ممنهج قد يقود إلى طمس الهوية الدينية الوسطية في البلاد، مؤكدين أن ما تبقى من مساجد السنة بات في مرمى الاستهداف الحوثي المباشر، وأن المجتمع الدولي مطالب بوقف هذا العبث الطائفي الذي يهدد النسيج الديني والاجتماعي لليمنيين.