عدن تودّع بصمتٍ موجع ابنها البار مهدي العقربي.. موكب مهيب يهزّ القلوب ويشعل الغضب

في مشهد جنائزي مهيب غلبت عليه مشاعر الحزن والأسى، شيّعت العاصمة المؤقتة عدن، بعد ظهر الثلاثاء، جثمان الشهيد الشيخ مهدي صالح العقربي، الذي اغتيل في جريمة غادرة وجبانة بينما كان في طريقه إلى المسجد، إثر إطلاق نار كثيف من قبل مجموعة مسلّحة مجهولة يوم الجمعة الموافق 26 سبتمبر 2025م.

انطلق موكب التشييع من مستشفى الجمهورية في خور مكسر، مروراً بخط الجسر البحري وصولاً إلى مدينة الشعب، حيث أدّى المئات صلاة الجنازة على الشهيد في جامع الجامعة وسط حضور رسمي وشعبي واسع، تقدّمه عدد من القيادات المدنية والعسكرية والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية.

وبين دموع الحزن وصرخات الغضب، واصل موكب التشييع طريقه نحو منطقة بئر أحمد – مسقط رأس الشهيد ومقر سكنه الدائم – لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل مواراته الثرى في مقبرة بئر أحمد بمديرية البريقة، وسط أجواء تملؤها الحسرة والدعوات بالرحمة والقصاص من القتلة.

قدّم المشيّعون واجب العزاء والمواساة إلى أسرة الشهيد وأقاربه، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين، مؤكدين أن الشهيد مهدي العقربي كان من أبرز الشخصيات الاجتماعية في عدن، عُرف بدماثة خلقه، وطيب معشره، ومواقفه الإنسانية في مساعدة المحتاجين، وسعيه الدائم في إصلاح ذات البين وخدمة الناس دون تمييز.

وطالب الحاضرون السلطات الأمنية والنيابة العامة والقضاء بسرعة تقديم الجناة إلى العدالة وتنفيذ القصاص الشرعي بحقهم، مؤكدين أن التساهل في مثل هذه الجرائم يشجع على تكرارها، ويهدد أمن واستقرار العاصمة عدن.

وأكد المشيعون أن الشهيد العقربي كان مثالاً في الإخلاص والوطنية، ورمزاً للشجاعة والتسامح، وأن فقدانه خسارة كبيرة للمجتمع العدني الذي فقد واحداً من أنبل رجاله وأكثرهم تفانياً في خدمة الناس.

رحم الله الشهيد مهدي صالح العقربي، وأسكنه الفردوس الأعلى، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.