أظهرت جنازة نظمها الحوثيون، لجثة رئيس أركانهم محمد الغماري، اختفاءً شبه كامل لجميع القيادات البارزة في المليشيا، من الصفين الأول والثاني، في مؤشر هو الأبرز على عمق الأزمة الأمنية الداخلية التي تعصف بالجماعة الموالية لإيران عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وتحرك موكب التشييع من مسجد الصالح إلى ميدان السبعين بصنعاء، في فعالية قصيرة ومحدودة، غابت عنها قيادات العائلة الحوثية، وكبار مسؤولي الأذرع العسكرية والأمنية والسياسية.
وبحسب وكالة “سبأ” الحوثية، فقد تصدر الموكب كل من محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الأعلى للمليشيات، ومحمد مفتاح القائم بأعمال رئيس حكومة الحوثيين، إضافة إلى مفتي الجماعة شرف الدين، دون أي حضور لقيادات بارزة.
غياب جماعي في الصفوف العليا
لم يكن غياب القيادات الحوثية ناتجًا عن استعجال الدفن، بل بدا واضحًا أنه خيار أمني منسق يعكس حجم الخوف داخل الجماعة وانعدام الثقة بأجهزتها الأمنية، في ظل اختراقات إسرائيلية متزايدة.
ورغم الحشد الجماهيري المصطنع، لم يحضر أي من القائمين بأعمال الوزراء الحوثيين الجنازة، كما غاب وزيرا الدفاع والداخلية، وسط ترجيحات ـ بينها تقارير إسرائيلية ـ تشير إلى أن وزير الدفاع الحوثي محمد ناصر العاطفي ربما كان من بين المستهدفين في غارة 28 أغسطس التي قُتل فيها الغماري.
وفي حين أعلنت الجماعة تعيين يوسف المداني رئيسًا جديدًا للأركان، لم يظهر الأخير في مراسم التشييع، رغم كونه من القيادات المؤسسة للجماعة وأحد أبناء الأسر النافذة داخلها.
الغياب لم يقتصر على القيادات العسكرية، بل شمل أيضًا الشخصيات السياسية والمدنية البارزة في سلطة الحوثيين، إذ لم يظهر مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ولا محمد علي الحوثي، ولا أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة، الذي يُعد من أكثر الشخصيات نفوذًا في منظومة الحوثي بصنعاء.
كما غاب صادق أبو راس رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للجماعة، وسلطان السامعي الذي كان من أوائل من تحدثوا علنًا عن الاختراق الإسرائيلي للأجهزة الحوثية.
أخبار المحافظات
مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم معدات زراعية حديثة لدعم المزارعين في محافظة حضرموت ...
