تعيش محافظة عدن منذ أيام أزمة كهرباء خانقة، ازدادت حدتها صباح الأحد بعد أن وصلت فترة الانقطاع إلى أكثر من 18 ساعة متواصلة، في ظل موجة حر خانقة وانعدام شبه كامل للخدمات، الأمر الذي جعل حياة المواطنين أشبه بالكابوس المستمر.
وقال سكان محليون لصحيفة عدن الغد إن التيار الكهربائي انقطع منذ فجر الأحد عن معظم مديريات عدن، بما فيها المنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر والبريقة، دون أي توضيح رسمي من مؤسسة الكهرباء، ما أثار حالة استياء وغضب واسع بين الأهالي الذين وصفوا الوضع بـ"غير الإنساني".
وأفاد المواطن محمد أحمد من حي السنافر قائلاً: "نعيش منذ أيام بين ظلام وانقطاع مستمر، لكن ما حدث اليوم فاق كل الاحتمالات، 18 ساعة دون كهرباء! الأطفال يصرخون من الحر، المرضى يختنقون، والماء مقطوع لأن المضخات متوقفة".
وأضافت أم أيمن، وهي ربة منزل من دار سعد: "نحن لا نريد معجزات، فقط ساعات قليلة من الكهرباء كي نستطيع التنفس. تعبنا من الوعود، ومن كل تصريح يقول إن الأزمة ستحل قريبًا. عدن تموت ببطء".
ويؤكد موظفون في مؤسسة الكهرباء أن أزمة الوقود هي السبب الرئيس في الانقطاع الطويل، حيث توقفت معظم محطات التوليد بسبب نفاد مادة المازوت والديزل وعدم وصول الإمدادات ، ما جعل المنظومة تعمل بأقل من 20% من قدرتها.
وأشار أحد الفنيين إلى أن تشغيل الكهرباء يتم بنظام “المناوبة العشوائية”، موضحاً أن بعض الأحياء لا يصلها التيار إلا لمدة نصف ساعة في اليوم، بينما مناطق أخرى تظل في انقطاع تام.
ويأتي هذا الانهيار وسط صمت حكومي وتجاهل من الجهات المعنية، رغم تصاعد معاناة المواطنين الذين فقدوا قدرتهم على تحمل الوضع المعيشي الصعب، في ظل غياب الرواتب وارتفاع الأسعار.
ناشطون وصفوا ما يجري بأنه “عقاب جماعي لمدينة عدن”، مشيرين إلى أن استمرار الانطفاءات بهذا الشكل قد يؤدي إلى انفجار غضب شعبي واسع، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانعدام الخدمات الأساسية.
عدن اليوم مدينة تختنق في الظلام، يعيش سكانها بين الحرّ والجوع واليأس، فيما الحكومة تكتفي بالبيانات الصامتة والوعود المؤجلة، تاركةً الناس يواجهون وحدهم عتمة لا نهاية لها.
غرفة الأخبار / عدن الغد
أخبار وتقارير
نقابة الصحفيين تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن ماجد زايد وأوراس الإرياني و10 صحفيين آخرين ...
