آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-01:30م
أخبار وتقارير

سعران للذهب في اليمن

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 10:40 ص بتوقيت عدن
سعران للذهب في اليمن
عدن الغد - العربي الجديد

سجلت أسعار الذهب رقماً قياسياً جديداً في اليمن، إذ وصل سعر الغرام عيار 21 إلى 63 ألف ريال يمني (118 دولارا) في صنعاء، ونحو 193 ألف ريال (119 دولارا) في عدن، بزيادة قدرها 4 آلاف ريال عن السعر السابق للغرام، وسط توقعات باستمرار صعود المعدن النفيس في السوق المحلي اليمني، بالتزامن مع الارتفاع المتسارع في سعر الأونصة عالمياً. وبلغ سعر الغرام عيار 18 نحو 55 ألف ريال (103 دولارات) في صنعاء، ونحو 165 ألف ريال (102 دولار) في عدن، حيث تختلف الأسعار بسبب الانقسام المالي والنقدي في اليمن وفوارق سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، إذ يصل سعر الصرف في صنعاء إلى نحو 533 ريالاً مقابل الدولار، فيما يبلغ في عدن نحو 1620 ريالاً للدولار الواحد.

ويتزامن صعود أسعار الذهب عالمياً مع تردي الأوضاع في اليمن على كافة المستويات، حيث فقدت البلاد، بحسب خبراء اقتصاد ومصرفيين، نصف احتياطيها من المعدن النفيس نتيجة تسربه إلى الخارج لأسباب متعددة، إضافة إلى تلاشي صناعة الذهب التي ازدهرت خلال الفترات الماضية. بدوره، يؤكد الخبير المصرفي والمالي اليمني علي التويتي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذه القفزات التي تسجلها الأونصة عالمياً تأتي في ظل ضعف السوق المحلي اليمني بسبب نزوح رأس المال واستنزاف مدخرات الناس من الذهب على مر السنين الماضية.

ويكشف التويتي أن نصف الاحتياطي من الذهب خرج من اليمن عبر الأثرياء والمغتربين الذين نزحوا مع عائلاتهم، وهؤلاء كانوا يمتلكون النسبة الأكبر من الذهب، في حين لم يتبقَّ سوى القليل لدى الفقراء. ويقدّر التويتي فقدان اليمن لنحو 300 طن من الذهب من أصل 600 طن كانت تملكها البلاد، واصفاً ذلك بالكارثة الكبيرة جداً والاستنزاف غير المسبوق. ويرجع ذلك إلى اختلال الدورة النقدية التي تحولت إلى ثقب واسع في جسد الاقتصاد، مع انقطاع الرواتب وتوقف الخدمات والمشاريع، وضعف الاقتصاد الوطني عاماً بعد عام، ما أدى إلى نزيف في المدخرات من أموال وذهب وعقارات وسيارات ومعدات، وبيع معظم المدخرات، الأمر الذي انعكس على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى مستويات حرجة.

ويشير الصائغ عبد العزيز الذبحاني في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، الذي يعمل في صياغة الذهب منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلى أن صناعة الذهب في اليمن تلاشت بسبب التوترات المستمرة واتجاه التجار ورجال الأعمال إلى كنز الذهب، ما أثّر بشكل كبير على الأسواق المحلية التي أصبحت تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد وإنجاز أعمال الصياغة في الخارج. ويتوقع متعاملون في سوق الذهب بصنعاء اضطراباً كبيراً في الأسواق المحلية واستمرار الأسعار في الارتفاع، مع احتمال تسجيل الغرام أرقاماً قياسية جديدة، وذلك في ظل عودة الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين، التي أدت إلى تراجع ملحوظ في أسعار النفط إلى نحو 57 دولاراً للبرميل، مقابل ارتفاع موازٍ في أسعار الذهب الذي لجأ إليه المستثمرون في العالم لكونه ملاذا آمنا، متجاوزاً 4200 دولار للأوقية.

ويقول تاجر الذهب أحمد مثنى لـ"العربي الجديد"، إن الوضع في أسواق الذهب المحلية غير مستقر، وهناك ترقب لما يجري في الأسواق العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على تحديد الأسعار محلياً. وقد ازدادت أهمية الذهب في اليمن مؤخراً بوصفه ملاذا آمنا للمستثمرين والتجار والمدخرات، متأثراً بعوامل محلية أبرزها الصراع النقدي بين السلطات في صنعاء وعدن، والقرارات الاقتصادية المتباينة، إلى جانب القلق المتزايد من هشاشة استقرار سعر صرف الريال في ظل أزمة سيولة خانقة تهدد بانهيار جديد للعملة في حال فشل الحكومة في الحصول على دعم وتمويلات خارجية. ويُعتبر الذهب من الأصول التي تزداد قيمتها في فترات الأزمات والتوترات، وأوقات التضخم أو انخفاض قيمة العملة، ما يزيد الطلب عليه باعتباره وسيلة للحفاظ على القيمة.

الجدير بالذكر أن التوتر والاضطراب الحاصلين في الأسواق المالية العالمية قد يؤثران على تدفق الذهب من اليمن وإليه، إذ يُعد الذهب أحياناً وسيلة للتحوّط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية، غير أن الارتفاعات الحادة الناتجة من التوترات الإقليمية والدولية، سواء العسكرية أو الاقتصادية، قد يقابلها أيضاً انخفاض حاد في الأسعار محلياً في حال تراجعت حدة الصراعات.