آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-11:14ص
أخبار وتقارير

الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية باتجاه تعز

السبت - 18 أكتوبر 2025 - 09:22 ص بتوقيت عدن
الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية باتجاه تعز
عدن الغد - متابعات

دفعت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة استقدمتها من محافظتي ذمار وإب الواقعتين تحت سيطرتها، باتجاه محافظة تعز، في مؤشر جديد على نياتها تصعيد خروقها للتهدئة الميدانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) 2022.

وقالت مصادر ميدانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة أرسلت نحو 15 عربة عسكرية متنوعة و8 شاحنات تقل مجندين جدداً نحو مناطق متفرقة من مديرية شرعب السلام في شمال غربي تعز، التي تشهد بين حين وآخر توتراً عسكرياً وتحركات حوثية لافتة.

وأفاد شهود في المنطقة بأنهم شاهدوا وصول تعزيزات حوثية إلى منطقة الأمجود في المديرية، حيث تمركزت بعض العربات في مرتفعات سد الناصر والقبة وبني جلال، إضافة إلى قرى مجاورة. ولفت الشهود إلى أن مجموعة أخرى من المسلحين حاصرت منزل قيادي عسكري بارز في المنطقة بعد انشقاقه عن الجماعة.

ووفقاً للمصادر ذاتها، باشر المسلحون فور تمركزهم في تلك المرتفعات بإنشاء مواقع وتحصينات جديدة تطل على خطوط التماس مع القوات الحكومية في الجهة المقابلة من محافظة تعز.

وتُعد منطقة الأمجود، بحسب المصادر، ذات أهمية استراتيجية كونها تربط بين محافظتي الحديدة وإب، ما يجعلها نقطة إمداد حيوية تستخدمها الجماعة لنقل الأسلحة والمقاتلين بين جبهات القتال.

ويرى مراقبون محليون أن محاولات الحوثيين لإحكام السيطرة على شرعب السلام وما جاورها تأتي ضمن مساعٍ لتعزيز مواقعهم في ثلاثة محاور رئيسية؛ أبرزها محور الساحل الغربي، إذ تمثل الأمجود خط إمداد مباشراً لمقاتليهم المنتشرين هناك.

وخلال الفترات الماضية، شهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين الأهالي ومقاتلي الحوثي الذين حاولوا التمركز في القرى، حيث منع السكان أكثر من مرة وصول التعزيزات المسلحة إلى منطقتهم، في وقت تواصل فيه الجماعة محاولات التوسع الميداني مستخدمة ذرائع مختلفة.

وتربط مصادر محلية التحركات الأخيرة للجماعة بانشقاق القيادي العسكري صلاح مقبل الصلاحي، الذي كان يتولى قيادة ما يسمى «اللواء العاشر صماد»، وينتحل رتبة عميد. وأكدت المصادر أن الجماعة فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول منزل الصلاحي في منطقة الأمجود، وسط توتر واستياء بين السكان الذين رأوا في الخطوة محاولة لترهيب القيادات الميدانية ومنع أي انشقاقات محتملة.

وبحسب معلومات ميدانية، فقد عمل الصلاحي سراً على تهريب أفراد عائلته من مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، قبل أن يغادر هو نفسه إلى جهة غير معلومة. وتضيف التقارير أن الصلاحي كان من أبرز القيادات الحوثية الميدانية، ولعب أدواراً رئيسية في عمليات الحشد والمواجهات بجبهات تعز والساحل الغربي والضالع.

وتشير التطورات الميدانية إلى أن التوتر في مديرية شرعب السلام قد يتصاعد في حال واصلت الجماعة الدفع بمزيد من عناصرها، بخاصة مع غياب أي مؤشرات على التزامها بالتهدئة، وسط اتهامات لها باستخدام خفض التصعيد خلال السنوات الماضية كغطاء لإعادة ترتيب صفوفها وتعزيز نفوذها العسكري في المحافظات الخاضعة لها.