كشفت مصادر أكاديمية في العاصمة صنعاء عن قيام إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، بتسليم مبنى كلية العلوم الإدارية إلى ما يُعرف بـ"الحارس القضائي"، الذي يُعد أداة الميليشيا في الاستحواذ على ممتلكات القطاع الخاص، تمهيدًا لنقله إلى وزارة الدفاع التابعة للجماعة.
وبحسب مصادر فإن الميليشيا أخلت المبنى ضمن خطة ممنهجة لـ عسكرة المنشآت التعليمية، حيث تم تسليمه لوحدة عسكرية تُعرف باسم "العمليات الاستراتيجية"، في إطار تحويل عدد من مرافق الجامعة إلى مقار أمنية وعسكرية.
وتأتي هذه الخطوة بعد قرار بدمج الكليات المختلفة داخل الجامعة ونقلها إلى مبنى كلية الطب، في إجراء إداري مريب يهدف إلى إفراغ مباني الكليات الحيوية من محتواها الأكاديمي، وتسخيرها لخدمة الأجندات العسكرية للميليشيا.
المصادر الأكاديمية عبّرت عن قلق واسع من تدهور البيئة التعليمية في الجامعة، التي كانت تُعد من أبرز الصروح الأكاديمية في اليمن، محذّرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفريغ التعليم العالي من مضمونه وتحويل الجامعات إلى أدوات للهيمنة والسيطرة.
وتُعد جامعة العلوم والتكنولوجيا من أبرز الجامعات الأهلية في اليمن، وكانت قد تعرضت في وقت سابق لعملية استحواذ ممنهجة من قبل ميليشيا الحوثي، شملت تغييرات في إدارتها وتعيين موالين للجماعة في مناصب قيادية، وسط تراجع كبير في المستوى الأكاديمي والخدمات التعليمية.