آخر تحديث :الخميس-16 أكتوبر 2025-09:30م
أخبار وتقارير

الحوثي يغطي سرقاته بالاتهامات.. الجوع يفضح سلطة النهب في صنعاء

الخميس - 16 أكتوبر 2025 - 06:50 م بتوقيت عدن
الحوثي يغطي سرقاته بالاتهامات.. الجوع يفضح سلطة النهب في صنعاء

منذ سنوات، يحاول الحوثي أن يقدّم نفسه كسلطة “مقاومة” و”مظلومة”، لكنه في الواقع يمارس أكثر أشكال الكذب والدجل بشاعة، متهمًا كل من يختلف معه بالعمالة والخيانة، في محاولة مكشوفة لتغطية الجريمة الكبرى التي يرتكبها بحق اليمنيين: سرقة وطن بكامله. فبينما يعيش ملايين المواطنين في صنعاء والحديدة وتعز جوعى، يراكم تجار الحرب من قيادات الجماعة الثروات باسم “المسيرة”، ويغرقون البلاد في فقر ممنهج لا خلاص منه.


مصادر سياسية وإعلامية أكدت لصحيفة عدن الغد أن الحوثي يتفنن في خلق الأكاذيب كلما ارتفعت أصوات الناس المطالبة بحقوقها، إذ يُسارع إلى تلفيق تهم جديدة بالعمالة أو الارتزاق أو التبعية لأي طرف خارجي، في الوقت الذي تُنهب فيه الإيرادات العامة وتُفرض الجبايات على الفقراء تحت شعارات زائفة. وأضافت أن الجماعة تعمل بأسلوب منظم لإسكات الأفواه وطمس الحقيقة عبر ماكينة إعلامية ضخمة، فيما تعيش العاصمة صنعاء أسوأ أزمة اقتصادية وإنسانية في تاريخها الحديث.


ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية، فإن الجماعة نهبت خلال السنوات الماضية مليارات الريالات من موارد الدولة، بما في ذلك الضرائب والزكاة وعائدات النفط والمساعدات الإنسانية. ومع كل جولة من النهب، يبتكر الحوثي تهمة جديدة لتشويه المعارضين، كي يُخفي وراء ضجيجه المتعمد جريمة أكبر: تجويع شعب ونهب ثرواته. وأشار مراقبون إلى أن “كلما علت أصوات الجياع، اخترع الحوثي اتهامات جديدة لتبرير فشله”، مؤكدين أن الأمر لم يعد سوى سياسة قديمة تتكرر كل مرة لإخماد الغضب الشعبي.


وفي الوقت الذي يعيش فيه المواطن اليمني بلا راتب منذ سنوات، تواصل قيادات الحوثي العيش في ترف مفرط، بعد أن حولت موارد الدولة إلى حسابات خاصة وشركات تجارية جديدة تابعة للعائلة والموالين. وقد باتت صنعاء نموذجًا للخراب الاقتصادي، حيث لم يعد الموظفون يتقاضون رواتبهم، فيما تُفرض عليهم الجبايات في كل مناسبة دينية أو وطنية، ويُجبر التجار على دفع مبالغ مالية مقابل “دعم الجبهات”، في حين تذهب تلك الأموال إلى جيوب القادة الحوثيين.


الصحفيون والناشطون كانوا الهدف الأبرز في هذه المعركة الصامتة ضد الحقيقة، إذ عمدت الجماعة إلى اختطاف العشرات منهم، وسجنهم بتهم ملفقة، لمجرد نشرهم مقالات أو منشورات تكشف سرقاتها أو تتحدث عن معاناة الناس. ويرى محللون أن خوف الحوثي من الكلمة الحرة نابع من إدراكه أن “كلمة صادقة واحدة قادرة على هدم بنيان الأكاذيب الذي شيّده طوال سنوات الحرب”. فالجماعة التي بنت شرعيتها على الكذب لا تحتمل ضوء الحقيقة.


ويشير مراقبون إلى أن الحوثي اليوم لم يعد قادراً على إقناع أحد بخطابه، فشعاراته عن “الصمود” و“العدوان” لم تعد تُقنع حتى أنصاره، بعدما صار الجوع والفقر والظلم يلاحق الجميع. وبدلاً من مواجهة الأزمة الاقتصادية أو صرف الرواتب، يهرب الحوثي إلى الأمام بافتعال معارك إعلامية وهمية، يوزع فيها التهم كما يوزع الجبايات، ويكمم الأفواه حتى لا يُسمع صدى الجريمة الكبرى: سرقة قوت الناس باسم الدين والمقاومة.


ويؤكد مراقبون أن الواقع في مناطق سيطرة الحوثي أصبح مرعبًا، إذ تتقاطع فيه المأساة الإنسانية مع الفساد والثراء غير المشروع، وأن الأصوات التي تتحدث عن الجوع والنهب لم تعد أصوات معارضة فحسب، بل هي صرخة من داخل المجتمع نفسه. فالموظف، والتاجر، والعامل، والطالب، جميعهم ضحايا سلطةٍ حولت اليمن إلى دولة فقر وتبريرات.


الحوثي لا يخاف من الحقيقة نفسها، بقدر ما يخاف من أن تُقال علنًا، لأنه يدرك أن أول اعتراف بحجم الخراب سيهدم صورة “القائد الزاهد” التي يحاول تصديرها. لذلك يواصل سياسة القمع والتكميم، ويعتمد على الخداع الإعلامي لتجميل وجه سلطةٍ فقدت كل مقوماتها الأخلاقية.


وفي ظل استمرار هذا النهج، يرى محللون أن اليمنيين لم يعودوا بحاجة إلى دليل جديد على حقيقة الحوثي، فالمجاعة وحدها كفيلة بفضح مشروعه. كل طفل جائع في صنعاء، وكل موظف بلا راتب، وكل أسرة بلا كهرباء أو دواء، هي شهادة يومية على أن الحوثي لا يحكم بدين أو وطنية، بل بشهوة النهب والسيطرة.


#الحوثي_يغطي_سرقاته_بالاتهامات

غرفة الأخبار / عدن الغد