أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بياناً رسمياً بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، أكد فيه أن هذه المناسبة تمثل محطة وطنية خالدة في مسيرة النضال اليمني ضد الاستعمار البريطاني، وتجسيداً حقيقياً لإرادة الشعب اليمني الحرة وتطلعه نحو الاستقلال والكرامة والسيادة الوطنية.
وأوضح الحزب في بيانه أن ثورة أكتوبر التي انطلقت شرارتها من قمم ردفان بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة ورفاقه الأحرار، كانت امتداداً طبيعياً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في الشمال، مشيراً إلى أن الثورتين شكلتا معاً وجهين لثورة يمنية واحدة ضد الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي، ومثّلتا عنواناً للوحدة الوطنية في النضال والمصير.
وأكد البيان أن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي كان له دور وطني بارز في إشعال جذوة المقاومة ضد الاحتلال البريطاني، من خلال نشاطه السياسي والعمالي بقيادة الشهيد علي حسين القاضي، الذي اغتالته سلطات الاحتلال أمام منزله في القلوعة، فضلاً عن إسهامه في قيادة النقابات والمنظمات الجماهيرية والمشاركة الفاعلة في الكفاح المسلح عبر جبهة تحرير الجنوب اليمني ومنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية بقيادة الشهيدين أحمد السكران وسعيد الخيبة.
وأشار الحزب إلى أن ثورة أكتوبر جاءت تتويجاً لعقود من النضال والتضحيات التي قدّمها اليمنيون شمالاً وجنوباً، مجسدة وحدة الهدف والمصير المشترك في مواجهة قوى القهر والاحتلال، ومؤكدة على أن الشعب اليمني لا يقبل الضيم أو الخضوع لأي وصاية أو استبداد.
كما دعا البيان إلى تبني إصلاحات اقتصادية جادة تضمن تحرير الإيرادات من أيادي الفساد والمتنفذين وربطها بالبنك المركزي، وتشغيل مصافي عدن بكامل طاقتها، وتعزيز الصادرات، وتحسين قيمة العملة الوطنية، إضافة إلى انتظام صرف مرتبات موظفي الدولة في مختلف القطاعات، وخاصة التربويين والعسكريين والأمنيين.
وشدد الحزب على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق مع المليشيا الحوثية الانقلابية التي تقوم على أفكار عنصرية كهنوتية، داعياً قيادة الشرعية والتحالف العربي إلى وضع خطة عسكرية حاسمة لاستكمال تحرير الوطن من الانقلاب، وتوحيد الصف الوطني في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي الذي يهدد اليمن والمنطقة.
وجدد الحزب في بيانه التأكيد على موقفه المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، واعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مندداً بسياسات التطبيع مع العدو الصهيوني، ومحيياً صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الوحشي على غزة، داعياً إلى توحيد الجهود العربية والإسلامية لنصرة القضية العادلة ودعم نضال الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل التراب الوطني.
واختتم حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بيانه بالتأكيد على أن الروح الثورية الأكتوبرية ستظل متقدة في وجدان الأحرار، وأن الثورة اليمنية ستبقى مستمرة حتى القضاء على دعاة الكهنوت والوصاية ومشاريع التفكيك، مؤكداً أن اليمن سيبقى عربياً حراً أبياً، وفلسطين ستظل حرة من نهرها إلى بحرها وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
