بشير سنان: كل الدول التي عانت الحروب بدأت تعود للحياة.. إلا اليمن مازال يعاني!

عبر الصحافي بشير سنان عن عميق أسفه واستيائه من استمرار الوضع المأساوي في اليمن منذ أكثر من عقد من الزمن، في الوقت الذي استطاعت فيه معظم الدول العربية التي شهدت حروبًا وصراعات دامية أن تتجاوز محنها وتبدأ مرحلة الإعمار والبناء والتنمية.

وقال سنان في منشور مطوّل على صفحته في موقع فيسبوك، إن اليمن ما تزال تراوح مكانها منذ العام 2011، وسط انسداد الأفق السياسي وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، في حين أن دولًا عربية أخرى مرّت بظروف أشد قسوة، لكنها تجاوزت محنها بوعي شعوبها وإرادة قادتها ودعم المجتمع الدولي.

وأضاف قائلًا: "أمس كانت هناك مباراة بين أتلتيكو مدريد الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي في كأس الإعمار بمدينة بنغازي الليبية.. أيوه ليبيا! الدولة التي دخلت حربًا طاحنة ودمارًا هائلًا، لكنها اليوم بدأت مرحلة الإعمار وتفتح أبوابها من جديد للحياة".

وتابع: "سوريا، تلك التي ذاقت أقسى سنين العمر، انتهت من الحرب وبدأت بإعادة الإعمار، وايضًا مصر بعد سنة ونصف من العمل، تجاوزت آثار الحرب والثورة، وأصبح الناس لا يذكرون سوى التنمية والاستقرار.

وأردف: "العراق الذي خاض حروبًا كونية مرة وثنتين وثلاث، انتهت مآسيه، واليوم لو زرت مدنه لما وجدت أثرًا للحرب، وتونس التي شهدت ثورة، تجاوزت الصعاب وأصبحت بلادًا يسودها الاستقرار والجو البديع، المغرب أيضًا، بعد الهزات السياسية، قاد ملكها إصلاحات سريعة وفتح باب التنمية واحتواء الشباب، وظلت دائمًا مغرب الأمل".

وأشار سنان إلى أن حتى غزة التي دُمرت كليًا بفعل الحرب، بدأت تتعافى وتعود تدريجيًا بدعم دولي واسع، فيما انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بعد أسبوعين فقط، وعادت الأمور إلى طبيعتها في لبنان وطهران..

واختتم منشوره بكلمات موجعة قال فيها: "أما نحن في اليمن، فمنذ العام 2011 لم نتخارج إلى طريق، بسبب عيال الحروب وتجار الأزمات – كلهم بلا استثناء – جعلوا من دماء الناس وأوجاعهم وسيلة للثراء والبقاء. الناس تموت بالبطيء، ولا صوت يُسمع ولا ضمير يتحرك. أي ابتلاء هذا الذي ابتلينا به؟! حسبنا الله ونعم الوكيل".