نظرة فاحصة: ما الذي نعرفه عن اتفاق ترامب لغزة؟

وافقت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، اليوم، على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة قد تمثل البداية لإنهاء صراع دام عامين وانتشرت تداعياته في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وجاء الاتفاق بعد محادثات غير مباشرة في مصر، ويشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين، سواء أحياء أو أموات، وفقًا لتصريحات ترامب، إضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بالخط الأصفر داخل غزة، في خطوة أولية ضمن خطة ترامب المكونة من 20 نقطة.

وأكدت حماس أن الاتفاق يهدف لإنهاء الحرب، معتبرة أن انسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل المعتقلين جزء من التزامات إسرائيل. ومع ذلك، طالبت الحركة بأن تلتزم الدول الضامنة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بضمان تنفيذ كافة بنود الاتفاق.

ورغم التوقيع على المرحلة الأولى، لا تزال هناك تفاصيل مهمة غير واضحة، مثل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء النزاع ودور حركة حماس في المستقبل، حيث يشير إطار خطة ترامب إلى إمكانية إشراك السلطة الفلسطينية بعد إجراء إصلاحات كبيرة.

ووفقًا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية، من المتوقع أن يتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء خلال 72 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية، ويُقدر عدد المحتجزين الذين لا يزالون على قيد الحياة بـ20 شخصًا من أصل 48. كما أعلن البيت الأبيض أن الانسحاب الإسرائيلي إلى الخط المتفق عليه سيستغرق أقل من 24 ساعة، يليها بدء عملية الإفراج عن الرهائن خلال ثلاثة أيام.

وتتضمن المراحل التالية من خطة ترامب تشكيل “مجلس السلام”، وهي هيئة دولية لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب، برئاسة ترامب وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

ومع ذلك، تواجه الخطة تحديات كبيرة، أبرزها رفض حماس مناقشة تخليها عن السلاح قبل انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل، بالإضافة إلى الخلاف حول آلية الانسحاب وضمانات تنفيذ الاتفاق. كما يرفض نتنياهو أي دور مستقبلي لحماس في إدارة غزة، بينما تؤكد الدول العربية الداعمة ضرورة أن تؤدي الخطة في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة.

ويشتمل ملف المعتقلين المطلوب الإفراج عنهم على أبرز القادة الفلسطينيين، منهم مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح وأحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكلاهما يقضي عقوبات بالسجن المؤبد في إسرائيل.