آخر تحديث :الثلاثاء-07 أكتوبر 2025-02:10م
رياضة

فليك في برشلونة: بين الفشل التكتيكي وقسوة الظروف

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 12:01 م بتوقيت عدن
فليك في برشلونة: بين الفشل التكتيكي وقسوة الظروف
عدن الغد- متابعات

في موسمه الثاني مع برشلونة، يواجه المدرب الألماني هانزي فليك تحديات تكتيكية عميقة تهدد مشروعه رغم بدايته الواعدة.

وعلى الرغم من دعم الإدارة له، فإن الصحافة العالمية بدأت تسلط الضوء على أخطاء متكررة في المنظومة الدفاعية والبناء الهجومي، ما يثير تساؤلات حول مدى ملاءمة فلسفته للعناصر المتاحة في الفريق.

اعتراف بالمشكلة

الموضوع الأبرز نشرته شبكة ESPN والذي من خلاله كشفت إشكالية الدفاع في برشلونة تحت قيادة فليك بعد الهزيمة أمام باريس سان جيرمان، في المحطة الثانية لدوري أبطال أوروبا، وقبل كارثة إشبيلية.

وجاء في تقرير نشرته الشبكة العالمية إشكالية الدفاع في برشلونة والذي كشفت فيه المواجهة الأوروبية عن خلل تكتيكي واضح في المنظومة الدفاعية للفريق الكتالوني.

فليك صرح بعد المباراة "لا يمكننا القول إننا على نفس مستوى باريس سان جيرمان، اليوم لم يكن يومنا الأفضل، لكننا نعمل لنصل إلى هذا المستوى، الفريق كله يجب أن يدافع ويهاجم ويستخدم المساحات ويشارك في الاستحواذ على الكرة".

هذا التصريح يعكس إدراك فليك لوجود خلل في التوازن الدفاعي والهجومي، خاصة في ظل غياب لاعبين مؤثرين مثل رافينيا وجافي ما أثر على قدرة الفريق في الضغط والارتداد.

الشبكة أشارت إلى أن برشلونة لعب بخط دفاع متقدم جداً، ما سمح لباريس باستغلال المساحات خلف الظهيرين والعمق الدفاعي، خصوصاً في الشوط الثاني. الهدف القاتل في الدقيقة 90 جاء نتيجة سوء تمركز دفاعي وعدم قدرة الفريق على التغطية العكسية.

غياب التوازن بين الخطوط

برشلونة افتقد للاعب ارتكاز حقيقي قادر على كسر الرتم وافتكاك الكرة، ما اضطر دي يونغ وبيدري للعودة العميقة، وأثر على جودة البناء الهجومي. الشبكة رصدت أن الفريق لم يتمكن من الحفاظ على الاستحواذ في مناطق الخصم، وأن التمريرات كانت بطيئة وعشوائية في بعض مراحل المباراة.

عناصر لا تناسب المنظومة الدفاعية

رغم أن فليك يطبق فلسفة الضغط العالي والدفاع المتقدم، إلا أن بعض اللاعبين لا يمتلكون القدرات الفنية والبدنية لتطبيق هذه الأفكار، مما أدى إلى تكرار الأخطاء الدفاعية في أكثر من مباراة، وليس فقط أمام باريس، بل تكرر الأمر أمام إشبيلية في الليجا الإسبانية وخرج الفريق خاسرا بفضيحة مدوية بنتيجة 1-4.

المطلوب من فليك حاليا هو التخلي عن الضغط الدفاعي المتقدم ونصب مصيدة التسلل في المباريات الكبيرة، وأمام الفرق التي تمارس الضغط المتقدم وتعتمد على الكرات السريعة التي تختزل الخطوط وتستغل المساحات الواسعة التي تخلفها الطريقة في الحالة الهجومية، أي بمعنى أدق، مطالبة فليك بـ (التواضع) وعدم النظر لجميع الفرق التي يواجهها بنفس الطريقة.

المطالبة بتكثيف الأفكار

شبكة ESPN لم تهاجم فليك بشكل مباشر، لكنها أشارت إلى أن المدرب الألماني مطالب بـ"تكييف أفكاره مع جودة العناصر المتاحة"، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تمنع برشلونة من التعاقد مع لاعبين جدد في مركز الارتكاز والدفاع.

مشكلة لاعب الارتكاز

برشلونة يفتقد للاعب ارتكاز من طراز "بوسكيتس" الذي كان الفارس الأسود في وسط الفريق، ويقوم بأدوار مركبة يغلق من خلالها المنافذ تجاه المرمى ويقدم الإسناد اللازم للمهاجمين، لكن ومنذ رحيله، عانى برشلونة في توفير بديل مميز، حيث الدور الذي يقوم به كل من بيدري ودي يونيج يتسبب بخلق فراغاً بين الدفاع والوسط، هذا الفراغ يجبرهما على العودة العميقة لاستلام الكرة، مما يرهقهم ويقلل من فعاليتهم الهجومية.

ضعف المداورة ولغز النجوم

صحيفة بارسا يونيفيرسال كشفت أن الفريق يعاني من إصابات مؤثرة (تير شتيغن، جافي، رافينيا، ومعهم يامال مؤخرا)، ا يضع ضغطاً إضافياً على العناصر الأساسية. الإرهاق ظهر جلياً في أداء دي يونغ وبيدري، خاصة مع غياب رافينيا الذي كان يخلق كثافة تكتيكية في الثلث الأخير.

كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم قيام أولمو بالدور المطلوب منه، وهو اللعب بفاعلية خلف المهاجمين، أو ما يطلق عليه (CAM) حيث لم يظهر كثيرا في المباريات الأخيرة، ويكتفي بتمريرات ليست حاسمة أو تسديدات ليست دقيقة، إضافة إلى الضعف البدني في القيام بالواجب الدفاعي في المنتصف، وهو ما يزيد من إرهاق بيدري ودي يونج ويضطرهما للقيام بجهد مضاعف لإغلاق الثغرات التي يخلفها تقدمه.

كما أن ليفاندوفسكي بأدائه المتذبذب وإضاعته للعديد من الفرص، وخاصة ركلة الجزاء التي كانت بداية انهيار الفريق أمام إشبيلية والفريق متأخر 1-2، تدخل ضمن نطاق الظروف القاهرة التي تضغط على فليك ويحاول إيجاد الحل لها، ومعه غياب الهداف المباشر، رغم اللجوء إلى راشفورد القائم بدور الجناح أكثر من المهاجم المباشر.

ولم يكن اللشاب الوافد الجديد روني بردغجي بحال أفضل، حيث أضاع فرصتين غريبتين أمام إشبيلية كانتا كفيلتين باستعادة التوازن قبل حدوث الكارثة.

هل يتخلى برشلونة عن فليك؟

الصحافة الإسبانية، رغم الانتقادات، تؤكد أن الإدارة ما زالت تدعم فليك، حيث نقلت صحيفة سبورت عن لابورتا أنه يثق في المشروع، رغم الهزائم المتتالية.

لكن النقاد مثل جيرارد لوبيز يرون أن فليك يجب أن يتخلى عن بعض أفكاره الجامدة ويكيّف خططه حسب جودة اللاعبين، خاصة وأنه ليس مدرباً فاشلاً، بل هو صاحب مشروع طموح، لكن نجاحه في برشلونة يتوقف على قدرته على التكيف مع الواقع المالي والفني للنادي، وتعديل فلسفته بما يتناسب مع العناصر المتاحة. وكما قال هنري: "المدرب الذكي هو من يعرف متى يتراجع خطوة ليكسب ثلاثاً".