آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-01:58ص
أخبار المحافظات

مدرسة سعد بن أبي وقاص بزنجبار.. صرح تربوي يئن تحت وطأة الإهمال

الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - 12:18 ص بتوقيت عدن
مدرسة سعد بن أبي وقاص بزنجبار.. صرح تربوي يئن تحت وطأة الإهمال
(عدن الغد) خاص:

استطلاع /محفوظ كرامة / خالد دهمس:


من صرح تعليمي بارز خرّج قيادات بارزة إلى مبنى متآكل يفتقر لأبسط مقومات التعليم، تعيش مدرسة سعد بن أبي وقاص للتعليم الأساسي في مدينة زنجبار بمحافظة أبين واقعًا مؤلمًا يعكس حجم التحديات التي تواجه العملية التعليمية في اليمن، وسط صمت الجهات المعنية.


تاريخ عريق.. وحاضر موجع


تأسست مدرسة سعد بن أبي وقاص في سبعينيات القرن الماضي، ضمن مشروع وطني أطلقه الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، لتعليم أبناء البدو الرحل من الجنسين، وكان لها دور محوري في نشر التعليم بين المجتمعات المهمشة. وخرجت هذه المدرسة كوادر بارزة، أبرزهم اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، محافظ محافظة أبين.

إلا أن هذا الصرح العريق بات اليوم يواجه واقعًا مريرًا، في ظل غياب الدعم والصيانة وحرمان الطلاب والمعلمين من أبسط الحقوق التعليمية.


معاناة يومية تحت الشمس


في زيارة ميدانية قامت بها عدسة التقرير إلى المدرسة، رُصدت مشاهد صادمة؛ طلاب يفترشون أرض الساحة، محتمين بشجرة صغيرة هربًا من لهيب الشمس، في ظل غياب مظلات أو أماكن مخصصة للاستراحة.


عدد كبير من الطلاب، واكتظاظ خانق


الأستاذ محمد حسين مفتاح، مدير المدرسة، أوضح في حديثه أن عدد الطلاب بلغ 995 طالبًا وطالبة، بينهم 61 من الأيتام والنازحين، موزعين على فصول يصل عدد الطلاب في بعضها إلى أكثر من 70 طالبًا، ما يضعف قدرة المعلمين على إيصال المعلومة ويؤثر سلبًا على التحصيل العلمي.

وأشار مفتاح إلى أن المدرسة لا تزال محرومة من منظومة طاقة شمسية، ما يجعل الكهرباء منقطعة بشكل شبه دائم، مضيفًا: "المعلمون يؤدون رسالتهم تحت حرارة الجو، ولا توجد مظلات، ولا مياه صالحة للاستخدام، والحمامات خارج الخدمة تمامًا".


غياب الكتاب.. وشبح الترميم


لا تقتصر المعاناة على البنية التحتية، بل تمتد إلى الجانب التعليمي. فحتى بعد مرور أسابيع على بدء العام الدراسي، لا تزال المدرسة تعاني من نقص شديد في الكتاب المدرسي. أما المبنى، فقد أُنهكته سنوات الحرب، بجدران متشققة وسبورات غير صالحة، وسط مطالبات بإعادة الطلاء، وترميم الساحة، وإنشاء ملعب مظلل، وإصلاح البوابة الرئيسية التي تظل مفتوحة أمام الحيوانات.


المعلمات: نشتري أقلامنا من جيوبنا


وفي حديث لإحدى المعلمات، تحدثت بأسى قائلة: "لم نستلم مرتباتنا منذ أربعة أشهر، ومع ذلك نستمر في أداء واجبنا. حتى أقلام السبورة نشتريها من مالنا الخاص. نحتاج من المسؤولين أن يزورونا ويشاهدوا بأنفسهم ما نواجهه".


مجلس الآباء: نريد حقوقًا بسيطة


بدورها، أوضحت الأستاذة نسرين علي يحيى، عضوة مجلس الآباء والأمهات، أن المدرسة تعاني من إهمال كبير، قائلة: "لا نطلب المستحيل، فقط إصلاح ما هو أساسي؛ كالمياه، والكهرباء، والطلاء، وتشجير الساحة. هذه الأشياء كفيلة بإعادة الروح للمكان".


دعوة عاجلة للإنقاذ


مدرسة سعد بن أبي وقاص، التي كانت في يومٍ من الأيام أنموذجًا للتعليم في أبين، باتت اليوم بأمسّ الحاجة إلى تدخل عاجل. ومن هنا، يُطلق هذا التقرير نداءً صادقًا إلى الجهات المعنية:

مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار ومحافظة أبين

السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم

المنظمات الداعمة للعملية التعليمية

رجال الخير والمجتمع المدني


لإنقاذ هذا الصرح التربوي، وإعادة الاعتبار له، كي يواصل دوره في صناعة الأمل وبناء الأجيال.