آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-12:04م
مجتمع مدني

قصة افتهان المشهري.. شهيدة الكلمة والإنسانية

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - 09:54 ص بتوقيت عدن
قصة افتهان المشهري.. شهيدة الكلمة والإنسانية
بقلم / نجوى حسن

في مدينة تعز، التي ما زالت تقاوم الحرب والحصار منذ سنوات، خطّت الشهيدة افتهان المشهري قصتها الأخيرة بدمائها، بعدما كانت تكتبها يوميًا بصبرها وابتسامتها وحبها للناس.

افتهان لم تكن مجرد اسم عابر في ذاكرة مدينتها، بل كانت ابنة الحي، أخت الوجع، وصوتًا للخير. عرفها الجميع بطيبتها وروحها المليئة بالعطاء، فكانت تساند جيرانها وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتحلم مثل كل فتاة بيمنٍ آمنٍ وحياةٍ كريمة.

لكن رصاصات الغدر لم تمنحها فرصة إكمال الحلم.

في يوم أسود، سُلبت من المدينة ضحكتها البريئة، حين اخترقت عشرون رصاصة جسدها الطاهر، لتترك خلفها فاجعة كسرت قلوب أهلها وأصدقائها، وأثارت موجة حزن وغضب بين أبناء تعز واليمن كله.

وجع عائلة لا يندمل

ابنة الشهيدة، هبة المشهري، كتبت بكلماتٍ تذيب القلوب:

"كيف لأحلامنا أن تتلاشى بهذه القسوة؟ كيف يختفي الأمان فجأةً من حياتنا؟ وكيف نهرب من كابوسٍ حقيقي لا علاقة له بالأحلام؟ حبّي لهذه المدينة صار لعنةً لا تزول، جرحًا مفتوحًا لا يندمل."

كلمات هبة تختصر المأساة؛ فهي لا تبكي فقط رحيل أمها، بل تبكي ضياع الأمان، وغدر الحرب الذي خطفها بلا رحمة.

صدى الغياب في تعز

رحيل افتهان المشهري لم يمر بصمت. تعز كلها شعرت وكأنها فقدت ابنتها. ناشطون وإعلاميون وحقوقيون كتبوا عن دمها الذي سُفك بغير وجه حق، معتبرين أن ما حدث جريمة ضد الإنسانية، ورسالة موجعة عن الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون العُزّل في زمن الحرب.

ذكرى لا تموت

رغم أن الرصاص أنهى حياة افتهان، إلا أن ذكراها تحولت إلى رمز. رمز لكل أمّ فقدت أمانها، ولكل مدينة تبحث عن حياة طبيعية وسط الركام. تبقى قصتها شاهدة على وجع الحرب في اليمن، وعلى أن صوت الإنسان أضعف من صوت السلاح، لكنه أبقى في القلوب.