آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-09:58ص
دولية وعالمية

أعمال عنف في احتجاجات الشبان بالمغرب ومقتل شخصين

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - 07:52 ص بتوقيت عدن
أعمال عنف في احتجاجات الشبان بالمغرب ومقتل شخصين
رويترز

قالت السلطات المحلية إن شخصين قُتلا وآخرين أصيبوا في مدينة القليعة قرب أكادير عندما استخدمت قوات الأمن الأسلحة النارية لمنع أشخاص من سرقة أسلحتها وذخيرتها مساء أمس الأربعاء.

وتمثل الواقعة تحولا داميا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت في البداية تطالب بإصلاحات في مجال العدالة الاجتماعية.

وجرت الدعوة للاحتجاجات، التي اندلعت يوم السبت بالمطالبة بتحسين التعليم والرعاية الصحية، عبر الإنترنت من قبل مجموعة شبان غير معروفة تطلق على نفسها اسم "جيل زد 212"، وتستخدم منصات مثل تيك توك وإنستجرام وديسكورد لحشد الدعم.


وقالت السلطات المحلية إن قوات الأمن اضطرت إلى إطلاق النار دفاعا عن النفس بعد الفشل في منع المجموعة من اقتحام مقر للدرك الملكي بالغاز المسيل للدموع.

وأضافت السلطات المحلية أن المجموعة المسلحة بالسكاكين تمكنت من إضرام النار في جزء من المركز وفي إحدى المركبات، مما اضطر قوات الأمن إلى استخدام الأسلحة النارية دفاعا عن النفس، دون ذكر عدد المصابين.

حركة (جيل زد 212) مستوحاة من احتجاجات مماثلة يقودها الشبان في آسيا وأمريكا اللاتينية. وارتفع عدد الأعضاء في خادم ديسكورد الخاص بالحركة من نحو ثلاثة آلاف الأسبوع الماضي إلى أكثر من 130 ألفا حاليا مما يعكس النمو السريع للحركة الاحتجاجية بقيادة الشبان.

وحاولت السلطات في البداية وقف الأشكال الاحتجاجية، لكن المظاهرات تصاعدت وتحولت إلى اضطرابات واسعة النطاق مساء يوم الثلاثاء. وأظهرت صور لرويترز قوات الأمن وهي تحاصر المتظاهرين وتقتادهم بالقوة إلى حافلات صغيرة.

وقالت وزارة الداخلية إن 263 فردا من قوات الأمن و23 مدنيا أصيبوا خلال اشتباكات الثلاثاء.

* موجة غضب الشبان


ذكر شهود أن أعمال العنف امتدت مساء أمس الأربعاء إلى مدينة سلا القريبة من العاصمة الرباط، حيث رشقت مجموعات من الشبان في الأحياء المكتظة بالسكان الشرطة بالحجارة وتعرضت محلات تجارية للنهب وأضرمت النار في بنوك وأحرقت سيارات للشرطة.

وفي طنجة، على مضيق جبل طارق، رشق شبان قوات الأمن بالحجارة.

وشهدت بلدات صغيرة في منطقة سوس القريبة من أكادير لليلة الثانية على التوالي بعض أكثر الاضطرابات حدة. وفي سيدي بيبي، أحرق شبان ملثمون مقر الجماعة الحضرية (مبنى البلدية) وأغلقوا طريقا رئيسيا، حسبما قال حسن بركوز وهو من السكان المحليين.

وإلى الجنوب من أكادير في بيوكرة، تم نهب أحد البنوك وإتلاف متاجر.

وقال عبد السلام الشكري، وهو ناشط محلي في المجتمع المدني "كنت في المقهى أشاهد مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد عندما بدأ الشبان برشق المحلات التجارية بالحجارة. شاهدنا المباراة ونحن لا نزال داخل المقهى المغلق".

وذكر موقع لو ديسك المحلي أن مدينة مراكش، المركز السياحي في المغرب، شهدت اشتباكات عنيفة حيث أحرق المتظاهرون مركزا للشرطة.

وتصاعدت موجة الغضب تلك عقب احتجاجات سابقة في أكادير بسبب سوء أوضاع المستشفيات، والتي سرعان ما امتدت إلى مدن أخرى.

ففي تارودانت، وهي مدينة هادئة عادة شرقي أكادير، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن وتعرضت متاجر لهجمات وأحرقت سيارات.

وعلى النقيض من ذلك، خرجت مظاهرات سلمية في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، وفي مدينتي وجدة وتازة شرق البلاد.

ودعا المتظاهرون هناك رئيس الوزراء عزيز أخنوش إلى الاستقالة ورددوا شعارات مثل "الشعب يريد القضاء على الفساد".

وتبلغ نسبة البطالة في المغرب 12.8 بالمئة، وتصل نسبتها بين الشبان إلى 35.8 بالمئة و19 بالمئة بين الخريجين، وفقا للمندوبية السامية للتخطيط.

وفي حين شهد المغرب احتجاجات سلمية عدة مرات بسبب المظالم الاقتصادية والاجتماعية، فإن اضطرابات هذا الأسبوع هي الأعنف منذ مظاهرات 2016-2017 في منطقة الريف الشمالية.

وفي وقت سابق من أمس الأربعاء، قالت وزارة الداخلية إنها تضمن الحق في التظاهر السلمي ضمن الحدود القانونية وتعهدت بالرد "بتحفظ وضبط للنفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات".

وعبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقش الاحتجاجات، قالت مجموعة "جيل زد 212" يوم الثلاثاء إنها ترفض العنف وملتزمة بمواصلة الاحتجاجات السلمية. وأضافت أنه ليس لديها أي نزاع مع قوات الأمن بل مع الحكومة فقط.

وحتى الآن، احتجزت الشرطة 409 أشخاص في أعقاب الاضطرابات، وسيمثل 193 شخصا للمحاكمة - معظمهم أفرج عنهم بكفالة - بتهم تشمل الحرق العمد والنهب ومهاجمة قوات الأمن، وفقا للنيابة العامة.